تتمسك إيران بمطلب رفع العقوبات ورفع تهمة الإرهاب عن الحرس الثوري الإيراني، من جملة مطالب تشترط تنفيذها للعودة إلى الإتفاق النووي الذي باتت ورقة التفاهم حوله منجزة. وهناك معارضة من جانب الجمهوريين في الكونغرس الأميركي لإزالة الحرس الثوري الإيراني عن لائحة الإرهاب. وهذه المسألة تبدو خلافية داخل الكونغرس، لكن الإدارة لا يبدو أنها ستتأثر بموقف الكونغرس وهي لم تحسم أمرها بعد، مع أنها أعلنت عن تطمينات بأن مثل هذه المسألة لن تحصل.

لكن ما هي انعكاسات رفع الحرس الثوري عن لائحة الإرهاب الأميركية؟ وهل يستتبع ذلك رفع الحركات التي تنبثق عنه أيضاً عن هذه اللائحة وإزالة العقوبات عنها؟

وتقول مصادر ديبلوماسية ان إلغاء تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، إن حصل يفتح الباب أمام الكيانات العالمية للتجارة بحرّيّة مع الأشخاص الذين تربطهم صلات بتلك المجموعة شبه العسكرية المتشددة. والحرس الثوري تأسس في الثمانينات للدفاع عن المبادئ الثورية الإسلامية للنظام الجديد في الداخل وتصديرها إلى الخارج في الوقت نفسه. ولذلك يحتفظ الحرس الثوري الإيراني بفرقة تعرف بإسم “فيلق القدس” مهمتها تحديداً إجراء عمليات في الخارج، فضلاً عن دعم الجماعات التي تعمل بالوكالة  مثل “حزب الله” في لبنان، والحوثيين في اليمن، ووحدات الحشد الشعبي في العراق. وكانت واشنطن صنفت “فيلق القدس” كمجموعة إرهابية قبل فترة طويلة من قيام إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بتوسيع هذا التصنيف ليشمل  الحرس الثوري الإيراني بأكمله.

ويشكل فتح الأبواب للتجارة مع الكيانات المرتبطة بالحرس الثوري ضربة كارثية للمصالح الغربية والشعب الإيراني. ذلك أن الحرس الثوري هو المستفيد الرئيسي من السوق السوداء لإيران وله مصلحة مسيطرة في مختلف الصناعات المحلية  عبر شبكة من الشركات الواجهة والشركاء الإقتصاديين. وقامت مجموعة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بتفصيل سبل تعزيز الحرس الثوري سيطرته على غالبية الناتج المحلي الإجمالي لإيران مع إعادة توجيه كل تلك الثورة تقريباً إلى مهمتها الخاصة لتصدير الثورة الإسلامية والترويج لها. في حين ان الترويج للثورة في الداخل، يتم من خلال القمع العنفي للمعارضة، حيث شن الإيرانيون ست ثورات منذ العام 2019 وجرى قمعها. والتخوف الآن هو خروج إيران بعد اتفاقية ڤيينا معتبرة نفسها المنتصرة، في حين ان على الغرب ألا يتنازل لها وأن يحدد لنفسه خطاً واضحاً لا يمكن التنازل بعده.

banner

وتقول المصادر، أنه حتى الآن لا شيء واضح أميركياً حول نزع صفة الحرس الثوري عن لائحة الإرهاب، لكن نزع صفة حلفائه عن هذه اللائحة قد لا يتم بالتزامن مع أي نزع لصفته هو. إذ أنه في الأساس تم وضع إيران وحلفائها على لائحة الإرهاب من أجل التفاوض على ذلك أثناء الجلوس الى الطاولة لبحث التسويات. وكل خطوة في اتجاه إزالة هؤلاء سيكون لها ثمنها بالنسبة إلى الدول.

ثريا شاهين

You may also like

من نحن

بدأت منصّة نبأ اللبنانية نشاطها الإعلامي كأوّل منصّة في الشمال اللبناني في ٢/٢/٢٠٢٢، بعد أن حصلت على علم وخبر رقم ١٤ من المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع.
تضم نبأ نخبة من الإعلاميين العرب وشبكة مراسلات ومراسلين في مختلف المناطق اللبنانية، بالإضافة إلى شبكة برامج متنوعة.
يرأس مجلس إدارة منصّة نبأ اللبنانية
رجل الأعمال اللبناني بلال هرموش
تهدف نبأ إلى نقل الأنباء المحلية والعربية والدولية بدقة ومهنيّة، كما تسعى لنقل الصورة الحقيقة للواقع اللبناني، خصوصا المناطق المهمشة إعلاميا.

2022 @ All Right Reserved , Development and Designed By NIC Group.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept اقرأ المزيد

Privacy & Cookies Policy