تطرح مصادر ديبلوماسية في إحدى العواصم الكبرى، تساؤلات حول تموضع لبنان في ظل الإستحقاقات الدولية الكبرى والتي من شأنها أن تعيد خلط الأوراق في المنطقة نظراً لتأثر دول المنطقة مباشرة بما يجري على الساحة الدولية.
وهذه الإستحقاقات هي:
- توقع الإنتهاء من الحرب الروسية على أوكرانيا بنهاية شهر نيسان الجاري. أي أن هذه الحرب ستستغرق بحسب ما هو محسوب لها نحو ثمانية أسابيع لا أكثر من ذلك. والآن هناك مفاوضات بين الطرفين، وهي قائمة على مسار يتوازى بالنسبة الى الروس مع مسار آخر هو الضغط العسكري حيث لم تتوقف بعد العمليات العسكرية على أوكرانيا. ما يعني أن البحث عن حلول جارٍ بالتزامن مع الضغوط العسكرية، حيث هناك أمور معقدة، لكن حلها لا يمكن إلا أن يكون عبر المفاوضات. وإذا نجحت المفاوضات ستتوقف العملية العسكرية بعد التوصل الى ضمانات وتطمينات من كلا الطرفين.
- هناك استكمال للإتصالات الدولية مع إيران من أجل استئناف التفاهم على المراحل الأخيرة للشروط والشروط المضادة، التي تسبق عملية العودة الى الإتفاق النووي، مع الضغوط الدولية لتراجع إيران عن شرطها رفع الحرس الثوري عن لائحة الإرهاب الأميركية ورفع العقوبات عنه.
- وهناك المواقف الخليجية التي تعبر عن عدم الرضا عن السياسة الأميركية المتبعة في التفاوض مع إيران، حيث القلق العربي والتخوف من حصول تفاهمات بين واشنطن وإيران تحت الطاولة من شأنها غض النظر الأميركي عن نفوذ إيران الذي يتوسع في المنطقة ويزداد خطره باستهداف دول الخليج أمنياً وعسكرياً، وليس من يوقف هذا المنحى. والخوف الخليجي الأعظم هو من منح إيران كل مطالبها بما في ذلك إزالة العقوبات عن الحرس الثوري مقابل توقيعها من جديد على الإتفاق. الأمر الذي يجعل إيران تخرج من الإتفاق على أنها الرابحة الحقيقية فيتعاظم دورها في المنطقة بدلاً من تحجيمه.
كل هذه الظروف ستلقي بثقلها على الملف اللبناني. لذلك تقول المصادر، هناك طريقة مهمة لفرض لبنان سيادته واستقلالية قراره وحريته، هي عبر الإنتخابات النيابية التي يجب أن يعمل المواطنون فيها بكل جدية لاختيار الشخصيات السيادية والحرة والنظيفة والتي تستطيع أن تنقل البلد من الإنهيار والفساد الذي يعاني منهما الى الإنقاذ والشفافية والإستقلال الحقيقي، ذلك ان معركة السيادة، بحسب المصادر لن يقوم بها أي طرف عن اللبنانيين أنفسهم. لذلك الواجب أن يفرضوا خياراتهم على المجتمع الدولي، وعلى أية أجندة خارجية تريد للبنان الظلامية والإنهيار. ما يساعد في ذلك، هو الرأي العام الدولي كذلك كلاً من واشنطن وباريس اللتان تعولان على هذا الإستحقاق لتغيير مسار الأمور في لبنان. ولاحظت المصادر، أن لبنان يسير الآن بين النقاط الدولية والإقليمية انتظاراً لبلورة المشهد في مرحلة لاحقة. والسير بين النقاط يظهر من خلال ارتباك مواقفه من مجمل التطورات الدولية والتردد الذي تحمله.
ثريا شاهين