نصر الضنيّة في زمن الهزائم!

محمد اسماعيل

في لحظة توقف كل أمل ببناء مؤسسات تعنى وتهتم بالإنسان من خلال تنمية هواياته وخاصة الرياضية و مع فقدان إنسان الوطن للأمن الغذائي والأمن الإستشفائي وتجميد كل ما من شأنه الإهتمام بقطاعات كانت تنال القليلل من الدعم في زمن الرخاء ومع توقفه كلياً في زمن الإنهيار المجتمعي على كافة الأصعدة ولد نادي النصر الرياضي…
إن النظر لتطور وتقدم ورقي الأمم يبدأ من تقييم أنشطتها الرياضية ومدى ممارسة المجتمعات لها وحين تجتمع عوامل النجاح من خلال العنصر البشري الذي يمتلك الشغف لأنه يعطي من وقته ومن شبابه وعلى حساب عائلته ونفسه أحياناً في سبيل الحفاظ على حق من حقوق الشباب بممارسة هوايتهم المفضلة بوقت تعاني فيه منطقة الضنية من شح في إقامة المنشآت الرياضية إلا ما ندر منها وذلك من خلال مبادرات فردية تصب في بحر الحرامان .
لتجتمع كوكبة من شباب الضنية تحت لواء اتحاد أندية الضنية رافعين شعار
(إن الرياضة تربية للنفوس وليست غاية لرفع الكؤوس) ومع مر الوقت والسنوات أثمرت هذه الجهود في إتمام بطولات في كرة القدم للمييني فتبول لفئات عمرية متفاوته بدأت تلفت انتباه المهتمين والمحبين للرياضة فتلقفها رجل الأعمال الدكتور بلال حسين هرموش من خلال تبنيه المعنوي والمادي لإقامة هذه البطولات سنوياً مما خلق فرصةً لشباب الضنية بأن يعمل ابناء البلدات على تشكيل نواة أندية للهواة في بلداتهم كي يتثنى لهم المشاركة في البطولات فأصبح لكل بلدة نادي مشارك يمثلها بكل أطيافها فكان السؤال من رجل الأعمال الدكتور بلال هرموش للناشطين الرياضيين لماذا لايكون للضنية نادي على صعيد لعبة كرة القدم يشارك في البطولات ضمن الاتحاد الفرعي لكرة القدم في الشمال فكان الجواب من الدكتور بلال باستحضار نادي النصر كمؤسسة رياضية تحتضن الموهوبين من أبناء الضنية تحت شعار
(من الهواية إلى الإحتراف)
ورغم ضيق الوقت الذي رافق استحضار الرخصة لمحافظة الشمال قبيل إنطلاق الدوري العام للدرجة الرابعة أثبت أعضاء الهيئة الإدارية لنادي النصر بتكاتفهم وتفانيهم تحطيم كل الحواجزالتي تعترض عملية الإنطلاق والمشاركة في بطولة الدوري سارعوا في المبادرة إلى استقطاب لاعبين ليوقعوا على كشوفات النادي للموسم 2022/2021 وتأمين كل مستلزمات الاعبين اللوجستية وتكليف مدرب يتابع تمارينهم من خلال إجراء تمارين مكثفة حيث لم تكن العوامل الخاصة بالتحضير لخوض الدوري العام متوفرة للنادي يرافقها تحضيرات لأندية الدرجة الرابعة في الشمال لأشهر عدة قبل إنطلاق الدوري إلا أن هذا الأمر لم يحبط من عزيمة الإدارة والمدرب على أن يدخل نادي النصر التحدي في مجاراة الأندية بالمواجهة ضمن مباريات برنامج البطولة ليحلق اسم نادي النصر في فترة زمنية قصيرة محافظاً على حضوره ضمن أندية الدرجة الرابعة بعد خوضه خمس مباريات في البطولة لتتوالى التهنئة والمتابعة من شباب الضنية على هذه الخطوة الرياضية التي وفر لها الدكتور بلال حسين هرموش كل الدعم والمساندة المالية واللوجستية وحتى الجوائز التحفيزية لتنطلق بعدها ورشة عمل للتحضير للمشاركة في الفئات العمرية ضمن البطولات التي يعتمدها اتحاد الشمال الفرعي لكرة القدم ليكتمل عقد السبحة بإطلاق أكاديمية نادي النصر التي تهتم بأعمار الناشئة والأشبال وذلك لبناء جيل رياضي يواكب كل جديد في عالم مدرسة كرة القدم .
إن ولادة نادي النصر الرياضي بلحظة موت سريري لكل عمل يرفع من شأن الإنسان في الضنية والوطن لهو الأمل بأننا لو أردنا تغيير الواقع بتكاتف أصحاب الفكر ورجال الأعمال وشباب مؤمن بوطنه سنصل حتماً لبر الأمان ونتخطى كل هذه المحن مهما اشتد تلاطم الأمواج في ضرب سفينة الإنقاذ.
حبذا لو أننا نوجه جهودنا وأموالنا وأفكارنا لتصب في بناء المؤسسات ونكف عن المناكفات التي ما أورثتنا سوى الإنهيارات
فنادي النصر نصرٌ لبناء الإنسان السليم في الجسد والفكر .