لا شك أن البصمات الفرنسية تطبع عودة السفراء الخليجيين الى لبنان، إذ تكشف مصادر ديبلوماسية فرنسية، أن الديبلوماسية الفرنسية عملت على موضوع العودة منذ شهرين إلى أن أثمر الآن، وتوج جهداً فرنسياً تجاه السعودية بدأ منذ زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخليجية مروراً بالمبادرة الكويتية وصولاً إلى بدء عودة المياه في العلاقة اللبنانية-الخليجية إلى مجاريها وبعد محطة اللقاءات السعودية في باريس والتي أدت من ضمن ما أدت إليه إنشاء صندوق سعودي-فرنسي لمساعدة الشعب اللبناني.
وتكشف المصادر لموقع “نبأ” أن فرنسا ستستكمل جهودها لإعادة توثيق العلاقة اللبنانية-الخليجية، وهي لن تترك لبنان ولن تألو جهداً من أجل المساعدة في حل مشاكله. على الرغم من أن الآن فرنسا في مرحلة الإنتخابات الرئاسية. لكن الديبلوماسية الفرنسية لا تتوقف عن العمل في هكذا ظرف، ويبقى لبنان من أولوياتها.
وأكدت المصادر، أن فرنسا ومن أجل ترتيب هذه العلاقة، أجرت اتصالات مع كل الأفرقاء اللبنانيين دون استثناء، وهي ستواصل هذا المنحى في مواكبة مباشرة للوضع اللبناني-العربي الذي لا تريد أن يتراجع من جديد. لا بل ان اهتمامها سيزداد في المرحلة المقبلة على أعتاب استحقاقات كبرى سيمر بها لبنان وهي:
-متابعة تعاون لبنان مع صندوق النقد الدولي، والتطلع الى توقيعه النهائي على الإتفاق معه في إطار عملية الإنقاذ التي بدأت مع الحكومة الحالية، وستستكمل إجراءاتها مع الحكومة الجديدة التي ستتشكل إثر الإنتخابات النيابية، وكذلك سيكون للمجلس النيابي الجديد دور في استصدار التشريعات الملائمة للعملية الإصلاحية المطلوبة من الصندوق. وفرنسا تتطلع إلى تشكيل حكومة من دون أن تعرقل أي جهة هذا الموضوع، وفي أسرع وقت، لكي لا تضيع على لبنان فرصة الإنقاذ، وفرنسا تحذر من مغبة أي عرقلة، لأن العرقلة من شأنها أن تُغرق لبنان في مزيد من الإنهيار.
-ان فرنسا بدأت منذ الآن تواكب الإنتخابات النيابية، وهي ستشارك في مراقبة الإنتخابات من ضمن فريق الإتحاد الأوروبي الذي سيراقب هذا الإستحقاق. كما أنها ساهمت في مساعدات لوجستية لإجراء الإنتخابات.
-ان فرنسا كذلك تتحضر للإهتمام بالإستحقاق الرئاسي اللبناني الذي سيتم على بعد نحو ستة أشهر من الآن. وهناك اتصالات ديبلوماسية فرنسية-خليجية-أميركية حول مواكبة هذا الموضوع. ومن الطبيعي أن تنعكس نتائج الإنتخابات النيابية على الإنتخابات الرئاسية. إنما الأمر المحسوم فرنسياً وأميركياً وحتى روسياً، أن الرئيس الحالي لن يبقى دقيقة واحدة في قصر بعبدا، وأن الشخصية التي يتم البحث عنها يجب أن تكون مختلفة عن الرئيس الحالي.
ثريا شاهين