لوتشيانا داغر
حمل فصل الشتاء هذه السّنة الكثير من الأمطار والبرودة، فأتى فصل الصيف وكثرت النشاطات هرباً من انقطاع التيار الكهربائي، نحو المنتجعات والشاليات البحرية ، ولكن في ظل الأوضاع التي نعيشها اليوم، بات الذهاب إلى أي منتجع سياحي أو مسبح جعل المواطن اللبناني يفكّر مرّتين.
ففي جولة على بعض المنتجعات السياحية والمسابح في مختلف المناطق اللبنانية، تبيّن أن العائلة المؤلّفة من 4 أشخاص يتوجّب عليها أن تدفع أقلّه نحو مليون و600 ألف ليرة لبنانية لارتياد شاطئ البحر، أي ما يوازي تقريباً ضعفي الحدّ الأدنى للأجور في لبنان.
وهناك بعض المؤسسات السياحيّة قد وضعت تسعيرتها بالدولار، مما جعل كثرة من روّاد مواقع التواصل الإجتماعي يقارنون الأسعار بالدول المجاورة، وتبين أن الرحلة إلى الشواطئ التركية قد تبدو أرخص من الاصطياف في لبنان.
في كسروان مثلا، تصل تذكرة الدخول الى المسابح والمنتجعات إلى 300 ألف ليرة لبنانية خلال أيام الأسبوع كافةً، و400 ألف في نهاية الأسبوع.
في الشمال بلغت التذكرة في بعض المسابح 150 ألفاً في بحر الأسبوع، لتتراوح بين 200 ألف ليرة و 300 ألف، يومَي السبت والأحد.
كذلك في الجنوب الأسعار على المعدل نفسه، أي 300 ألف ليرة طيلة أيام الأسبوع، وترتفع أكثر في نهاية الأسبوع.
والأسباب وراء هذا الغلاء الفاحش ، تعود الى الأزمات الإقتصاديّة العالميّة والمحليّة منها بشكل أساسي أزمة الوقود أو الكهرباء وإرتفاع إجرة الوظفين العاملين في القطاع السّياحي ولاسيّما ارتفاع كلفة المواد الغذائيّة.
المشاكل كثيرة والهموم كبيرة في وطن إسمه لبنان، ويبدو أنّه بات ممنوعاً على اللبنانيين الهروب من أزماتهم والترفيه عن أنفسهم، ولو لبضع ساعات، و لم يبق أمام المواطن اللبناني سوى الاستجمام على الشواطئ العمومية.
282
previous post