جدري القرود والسفر: هل من قيود؟

by admin

جدري القردة (جدري القرود) هو نوع من الإصابة الفيروسية الأكثر شيوعا في غرب ووسط القارة الأفريقية، ولكنه بدأ اليوم ينتشر في عدد من الدول حول العالم حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية إنه تم حتى يوم السبت ( 21 مايو 2022) تأكيد 92 إصابة به كما أن هناك 28 إصابة أخرى يجري التحقق منها في 12 دولة لا يعد هذا الفيروس مستوطنا فيها. فما الذي يجب أن نعرفه اليوم، وهل من داعي للقلق؟ والأهم، هل بدأ انتشار هذا الفيروس بالتأثير في حركة الطيران العالمي والسفر؟ في هذا التقرير، نجمع لك أهمّ ما يجب الإطلاع عليه من مصادر موثوقة كي تبقى على بيّنة بما يحدث في عالمنا، ولكن تذكرّ دائماً…”هذا ليس نوعاً ثانياً من كوفيد-19″!

جدري القرود وحركة السفر

حتى الساعة، لم تضع أي دولة في العالم قيوداً مباشرة على حركة النقل والسفر بسبب فيروس جدري القرود، فيما تبقى التدابير الاحترازية والإجراءات المفروضة مرتبطة تماماً بكوفيد-19 (فيروس كورونا). 

الحجر الصحي بسبب جدري القرود

حتى الآن، بدأت بلجيكا بتطبيق الحجر الصحي الإجباري لمدة 21 يومًا على كلّ من يصاب بجدري القرود. كذلك، طالبت خدمات الصحة المحلية (GGD) في هولندا الأشخاص الذين خالطوا أحد المصابين بالحجر الصحي لمدة 3 أسابيع.

ما هو جدري القرود؟

بحسب ما يرد على موقع منظمة الصحة العالمية، فإن “جدري القردة هو مرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ (يُنقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان) وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدّة. ومع أن الجدري كان قد استُؤصِل في عام 1980 فإن جدري القردة لا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء أفريقيا..وينتمي فيروس جدري القردة إلى جنس الفيروسة الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري.

banner

وقد كُشِف لأوّل مرّة عن هذا الفيروس في عام 1985 بالمعهد الحكومي للأمصال الكائن في كوبنهاغن، الدانمرك، أثناء التحري عن أحد الأمراض الشبيهة بالجدري فيما بين القردة”.

ما هو جدري القرود بالانجليزي؟

يطلق على جدري القرود باللغة الانجليزية Monkeypox، ويسببه فيروس جدري القرود Monkeypox virus ، وهو أحد أعضاء جنس الفيروسات القروية في عائلة Poxviridae.

كيف ينتقل جدري القرود؟

بحسب منظمة الصحة العالمية أيضاً، “تنجم العدوى بالمرض من الحالات الدالة عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية، وقد وُثِّقت في أفريقيا حالات عدوى نجمت عن مناولة القردة أو الجرذان الغامبية الضخمة أو السناجب المصابة بعدوى المرض، علماً بأن القوارض هي المستودع الرئيسي للفيروس. ومن المُحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهية جيداً من الحيوانات المصابة بعدوى المرض عامل خطر يرتبط بالإصابة به.

ويمكن أن ينجم انتقال المرض على المستوى الثانوي أو من إنسان إلى آخر عن المخالطة الحميمة لإفرازات السبيل التنفسي لشخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية أو عن ملامسة أشياء لُوِّثت مؤخراً بسوائل المريض أو بمواد تسبب الآفات. وينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادةً فترات طويلة من التواصل وجهاً لوجه، مما يعرّض أفراد الأسرة من الحالات النشطة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير. كما يمكن أن ينتقل المرض عن طريق التلقيح أو عبر المشيمة (جدري القردة الخلقي)، ولا توجد حتى الآن أيّة بيّنات تثبت أنّ جدري القردة يمكنه الاستحكام بين بني البشر بمجرّد انتقاله من شخص إلى آخر”.

ما يمكن استنتاجه إذاً هو أن جدري القردة لا ينتقل بسهولة مثل فيروس سارس – كوف – 2 الذي سبب جائحة كوفيد – 19 على مستوى العالم. ويعتقد الخبراء أن ذلك من شأنه أن يسهل احتواء انتشاره بمجرد تحديد الإصابة. وبالفعل، صرحت المسؤولة عن الأمراض الناشئة لدى منظمة الصحة العالمية ماريا فان كيرخوف قائلة: “نريد وقف انتقال العدوى بين البشر، يمكننا القيام بذلك في الدول التي لم يتفش فيها، إنه وضع يمكن السيطرة عليه”،

اعراض جدري القرود

تتراوح فترة حضانة جدري القردة (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها) بين 6 أيام و16 يوماً، بيد أنها يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوماً.

ويمكن تقسيم مرحلة العدوى إلى فترتين كالتالي:

-فترة الغزو (صفر يوم و5 أيام)، ومن سماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخّم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد (فقدان الطاقة)؛

-فترة ظهور الطفح الجلدي (في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى) والتي تتبلور فيها مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. ويكون وقع الطفح أشدّ ما يكون على الوجه (في 95% من الحالات) وعلى راحتي اليدين وأخمص القدمين (75%). ويتطوّر الطفح في حوالي 10 أيام من حطاطات بقعية (آفات ذات قواعد مسطّحة) إلى حويصلات (نفاطات صغيرة مملوءة بسائل) وبثرات تليها جلبات قد يلزمها ثلاثة أسابيع لكي تختفي تماماً.

ويتراوح عدد الآفات بين بضع آفات وعدة آلاف منها، وهي تصيب أغشية الفم المخاطية (في 70% من الحالات) والأعضاء التناسلية (30%) وملتحمة العين (20%)، فضلاً عن قرنيتها (مقلة العين).

ويُصاب بعض المرضى بتضخّم وخيم في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح، وهي سمة تميّز جدري القردة عن سائر الأمراض المماثلة.

وعادةً ما يكون جدري القردة مرض محدود ذاتياً وتدوم أعراضه لفترة تتراوح بين 14 و21 يوماً، ويُصاب الأطفال بحالاته الشديدة على نحو أكثر شيوعاً بحسب مدى التعرض لفيروسه والوضع الصحي للمريض وشدة المضاعفات الناجمة عنه.

ويشهد معدل الإماتة في الحالات تبايناً كبيراً بين الأوبئة ولكنّ نسبته لا تتجاوز 10% في الحالات الموثقة التي تحدث معظمها فيما بين الأطفال. وعموماً فإن الفئات الأصغر سنّاً هي أكثر حساسية على ما يبدو للإصابة بجدري القردة.

علاج جدري القرود

لا توجد أيّة أدوية أو لقاحات مُحدّدة متاحة لمكافحة عدوى جدري القردة، ولكن يمكن مكافحة فاشياته.

لقاح جدري القرود

ثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القردة، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحاً لعامة الجمهور بعد أن أُوقِف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم. ورغم ذلك فإن من المُرجّح أن يفضي التطعيم المسبق ضد الجدري إلى أن يتخذ المرض مساراً أخف وطأة.

الوقاية من جدري القرود

-الوقاية من اتساع نطاق انتشار جدري القردة عن طريق فرض قيود على تجارة الحيوانات

-إذكاء الوعي بعوامل الخطر المرتبطة به وتثقيف الناس بشأن التدابير التي يمكنهم اتخاذها من أجل الحد من معدل التعرّض له. ولا غنى عن تدابير الترصد والإسراع في تشخيص الحالات الجديدة من أجل احتواء الفاشيات.

-تجنّب المخالطة الجسدية الحميمة للمصابين بعدوى جدري القردة، ولابد من ارتداء قفازات ومعدات حماية عند الاعتناء بالمرضى، كما ينبغي الحرص على غسل اليدين بانتظام عقب الاعتناء بهم أو زيارتهم.

-طهي كل المنتجات الحيوانية (الدم واللحوم) بشكل جيّد قبل أكلها، كما ينبغي ارتداء قفازات وغيرها من ملابس الحماية المناسبة عند مناولة الحيوانات المريضة أو أنسجتها الحاملة للعدوى وأثناء ممارسات ذبحها.

-ينبغي أن يطبق العاملون الصحيون التحوطات المعيارية في مجال مكافحة العدوى عندما يعتنون بمرضى مصابين بعدوى يُشتبه فيها أو مؤكدة من فيروس جدري القردة، أو يناولون عيّنات تُجمع من أولئك المرضى.

إذا كنت تعتقد أن لديك جدري القردة، ماذا يجب أن تفعل؟

إذا كنت تشك في إصابتك بفيروس جدري القرود، فاتصل بمقدم الرعاية الصحية للحصول على العلاج وتتبع الاتصال، خاصة إذا كنت تندرج في إحدى الفئات التالية وفقا لمركز السيطرة على الأمراض:

– في حال السفر إلى وسط أو غرب إفريقيا، أو مناطق في أوروبا أبلغت عن جدري القرود أو مناطق أخرى بها حالات مؤكدة خلال الشهر السابق لبدء الأعراض.

– في حال الاتصال المباشر بشخص مصاب بجدري القرود المؤكد أو المشتبه به.

ما هي الدول التي رُصدت فيها حالات جدري القرود حتى الآن؟

رُصدت حالات إصابة في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا والسويد وكذلك في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا.

جدري القرود في الامارات

لم تبلغ الإمارات عن حالات مؤكدة أو مشتبه بإصابتها بـجدري القردة. وأهابت السلطات الصحية الإماراتية سكان الدولة بضرورة استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية و”عدم تداول الشائعات والمعلومات المغلوطة”، بالإضافة إلى اهمية متابعة المستجدات والإرشادات الصادرة عن الجهات الصحية المعنية.

وقالت وزارة الصحة ووقاية المجتمع بدولة الإمارات إنها “تبادر بدراسة وتقييم خطر الوباء محليا  وفق حجم السفر الدولي، مؤكدة أنها أصدرت تعميما للكوادر الطبية للعمل على اكتشاف الحالات وإبلاغ الجهات الصحية عنها.

وذكرت أن “الفريق التقني الاستشاري لمكافحة الجائحات قام بإعداد دليل الترصد والاكتشاف المبكر وإدارة الحالات المصابة إكلينيكيا والإجراءات الاحترازية”.

جدري القرود في السعودية

أكدت وزارة الصحة السعودية عدم تسجيل أي حالة مصابة بجدري القرود في المملكة، مشيرة إلى جاهزيتها التامة للرصد والتقصي والتعامل في حال ظهور أي حالة.

من جانبها، نصحت هيئة الصحة العامة في السعودية (وقاية) المواطنين أثناء السفر إلى الخارج بالابتعاد عن الأماكن المزدحمة قدر الإمكان والتزام ارتداء الكمامة وتعقيم الأيدي بشكل مستمر.

ودعت الهيئة من يظهر عليه طفح جلدي بعد الإصابة بارتفاع درجة الحرارة وخاصة في حال العودة من السفر خلال 21 يوما الماضية، إلى عزل نفسه حتى مراجعة الطبيب.

جدري القرود في الكويت

أعلنت وزارة الصحة الكويتية عدم رصد أي حالة مصابة بمرض جدري القرود في البلاد حتى الساعة وأعلنت أنها تتابع عن كثب تطورات ومستجدات المرض عالمياً، مع اتخاذها الاحتياطات الاحترازية اللازمة بشأنه.

جدري القرود في مصر

أعلنت وزارة الصحة والسكان في مصر متابعتها الدقيقة للوضع الوبائي المتعلق بفيروس جدري القردة” المنتشر في عدد كبير من الدول الأوروبية. وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان حسام عبد الغفار أنه لا توجد حتى الآن أي حالات مصابة أو مشتبه في إصابتها بالفيروس.

جدري القرود في المغرب

أعلنت وزارة الصحة المغربية، الاثنين 23 مايو، عن تسجيل 3 حالات مشتبه في إصابتها بجدري “القرود”. وكشفت أن هذه الحالات المشتبه بها في صحة جيدة، وتحت الرعاية الصحية والمراقبة، وقد خضعت للتحاليل الطبية في انتظار النتائج.

About the Author: Wego Team

You may also like

من نحن

بدأت منصّة نبأ اللبنانية نشاطها الإعلامي كأوّل منصّة في الشمال اللبناني في ٢/٢/٢٠٢٢، بعد أن حصلت على علم وخبر رقم ١٤ من المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع.
تضم نبأ نخبة من الإعلاميين العرب وشبكة مراسلات ومراسلين في مختلف المناطق اللبنانية، بالإضافة إلى شبكة برامج متنوعة.
يرأس مجلس إدارة منصّة نبأ اللبنانية
رجل الأعمال اللبناني بلال هرموش
تهدف نبأ إلى نقل الأنباء المحلية والعربية والدولية بدقة ومهنيّة، كما تسعى لنقل الصورة الحقيقة للواقع اللبناني، خصوصا المناطق المهمشة إعلاميا.

2022 @ All Right Reserved , Development and Designed By NIC Group.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept اقرأ المزيد

Privacy & Cookies Policy