يتداعى نظام الرعاية الصحية اللبناني في ظل أزمة اقتصادية طاحنة، أدت إلى نزوح جماعي لآلاف الأطباء والممرضين، وسط تخوف اللبنانيين من التداعيات السَّلبية لهذه الهجرة. شيئا فشيئا يغادر الاطباء القطاع الاستشفائي في لبنان البلد الذي لطالما كان مستشفى العالم العربي، يكاد يصبح من دون اطباء يقدمون الخدمات الطبية الضرورية.
و لعل المقلق في هذه الظاهرة ليست الارقام في حد ذاتها، بقدر ما هي الفئة العمرية التي يعول عليها في القطاع الاستشفائي فغالبية الاطباء الذين تركوا لبنان هم في عمر الشباب، و تتراوح أعمارهم بين 35و 55 عاما وفق نقابة أطباء بيروت، أي في مطلع مسيرتهم المهنية ويمثلون مختلف الاختصاصات، بالإضافة إلى قسم لا بأس به من أصحاب الأسماء العريقة وذوي الخبرة.
الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان منذ عامين، والتي استنزفت معظم القطاعات الحيوية، ها هي تقضي على ما تبقى من القطاع الصحي. ربما تكون الهجرة خيارا مؤلما بالنسبة للكثير من الأطباء، لكنه بات الخيار الوحيد أمام من يعملون في القطاع الطبي في ظل المعطيات الموجودة والظروف المجحفة فالجميع أصبح على آخر نفس!