خطط من دون تفعيل… الأجهزة الأمنية في ثبات عميق

by admin

هند الحولي

يبدو أن وزير الداخلية لا يأبه للوضع العام بما يشوبه من إختراقات أمنية يومية… فساعة يستفيق وأخرى يغيب متمسكاً بحجة سرية التنفيذ.
أين أنت من كل هذا؟ وأين فعالية أجهزتك الأمنية التي لطالما يترأس كلٍ منها مدير عام همه إحتواء أجندته السياسية دون الالتفات إلى فرض هيبة جنوده فيما يغيّب الأمن في لبنان…
مخالفات، سلاح متفلت، ضحايا، إقتحامات، ممارسات عشوائية، سرقات، ترويج مخدرات وغيرها الكثير… بات اللبناني لا يميز من كونه يعيش في وطن أو في “زريبة”، في وقت يتناسى زعماء البلد مسؤولياتهم وكلٍ يرمي سبب التعطيل والأزمة على غيره… ولكن أين شخصهم، وأين أمانة موقعهم؟
لا أريد العودة في التاريخ إلى الماضي كثيرا، فالإنجراف الأمني الذي هدد السلم الأهلي مؤخرا كفيل بإعطاء إيجاز واضح عن التفلت الأمني الذي يشهده ما تبقى من وطن.
11/7/2022 بسام الشيخ حسين… بطلٌ أم مجرم؟
لو كان ما فعله هذا المودع في بنك فيدرال في بلد غير لبنان، لكان اعتُبر هذا الفعل جرمي، كونه ينطبق عليه جميع معايير المخالفة القانونية، إلا أن المفارقة الوحيدة أنه انقض على هذا البنك لتحصيل حقه الشرعي والحصول على وديعته الشرعية لإستشفاء أبيه.

9/9/2022 أربع ضحايا جراء عملية سطو في طرابلس… جددت هذه الكارثة المخاوف الأمنية في العاصمة الثانية، التي ما أن تُزيل وجعها الماضي، ليأتي الآخر ويُبكي أزقتها.
فأقل ما يمكن قوله أنها مجزرة في وضح النهار، كان أشباحها مجهولين قاموا بمهاجمة محل لبيع الهواتف الخلوية، في محلة التل، بالرشاشات وإطلاق الرصاص على صاحب المتجر والعاملين معه. لتزف طرابلس شهداء ذنبهم الوحيد أنهم يعيشون كمواطنين.
المميز في هذه الواقعة، أن على أثرها أو عذراً بعد أربعة أيام من وقوعها، أطلق وزير الداخلية الذي من أسمى أهدافه وفقاً للدستور اللبناني “حماية الأرواح والأعراض والأموال والحريات وعلى الأخص منع الجرائم وضبطها”، خطة أمنية في طرابلس إلى أنه تحفّظ عن كشف بنودها حرصاً على سلامة تنفيذها متعهداً بعدم السماح بعودة المدينة إلى الحالة التي كانت عليها منذ سنوات… كلامٌ جميل، ولكن شبع اللبناني من هذه المواويل التي لا ترتبط للواقع بصلة، وما هي إلا وعود دون تطبيق في ظل وجود مثل هذه الآفات في سدة الحكم.

14/9/2022 “سالي حافظ”… بطلة مواقع التواصل الإجتماعي.
“ما كانت الحسناء ترفع سترها لو أن في هذه الجموع رجالاً” خليل مطران… مقولة وصفّت الحادثة.
كثيرون اعتبروا أن ما فعلته سالي بعد اقتحامها مصرف لبنان والمهجر ما هو الا فخرٌ للفتاة اللبنانية التي تقاوم يومياً هذه المسرحية الهزلية التي نعيشها في موطننا من أجل استرجاع مسقط رأسنا الذي ما تبقى منه إلا أشلاء. سالي كسرت الصورة النمطية للمرأة الخامد صوتها وتمكنت من استرداد حقها من دولةٍ أكثر ما فعلته أنها سرقت أبناءها.

banner

سيناريو الاقتحامات لم ينتهي، ليطل نهار الجمعة 16/9/2022 حاملاً معه سلسلة وعي… نعم وعي!
للمرة الأولى مجّد اللبناني هويته، تفكك من قيوده، استفاق من غفوته، وسار على نهج استرجاع حقه بالقوة ومهما كلفه الأمر.

جمعةٌ عظيمة، أرّخ بها هذا الشعب أنه لن يسمح بسلب حقه في حين يتبارز المسؤولون على تكديس أموالهم أو إذا صح التعبير “أموال شعبهم”.
البداية كانت مع المودع اللبناني محمد قرقماز الذي دخل صباحا برفقة نجله إلى أحد فروع بنك “بيبلوس” جنوبي لبنان، وكان يحمل مسدسا بلاستيكيا، مهددا بحرق نفسه، إلى أن استرد 19 ألفا و200 دولار، ثم سلّم نفسه إلى السلطات الأمنية.

لتتوالى بعد هذا الحادثة عدة محاولات من قبل مودعين آخرين حاملين سلاحهم الفردي، وجرى اقتحام ما لا يقل عن 7 مصارف.

كما اقتحم “بنك لبنان والخليج” في منطقة الرملة البيضاء المودع جواد سليم الذي سلم نفسه للقوى الأمنية بعد حصوله على 15 ألف دولار.
المشهد لا يختلف كثيرا عن ما حصل في بنك “لبنان والمهجر” في طريق الجديدة الذي اقتحمه المودع المسلح عبد سوبرة والذي يطالب باسترداد ولو جزء من أمواله البالغة 300 ألف دولار.
لتؤكد فيما بعد جمعية المودعين باقتحام فرع بنك البحر المتوسط في منطقة شحيم، كذلك اقتحم مودعون فروع بنك “إس جي بي إل” (SGBL) في النبطية، إضافة إلى مصارف أخرى.

اقتحامات جمّة، ما دفع الداخلية أن تطل علينا بتحذير يقتضي بمحاسبة المعتدين على المصارف، معتبرة أن هناك جهات تدفع هؤلاء للتحرك ضد المصارف…
بالتوازي، إتخذت جمعية مصارف لبنان قراراً بإقفال المصارف أبوابها لمدة 3 أيام إستنكارا لما حصل من اعتداءات عليها ولاتخاذ التدابير التنظيمية اللازمة. الأمر الذي يطرح علامة استفهام حول تأخر صدور مثل هذا القرار الذي جاء بعد مداهمات عدة.
حضرة الوزير يبدو أن لبنان بأكمله بحاجة إلى خطة أمنية وليس فقط طرابلس!

You may also like

من نحن

بدأت منصّة نبأ اللبنانية نشاطها الإعلامي كأوّل منصّة في الشمال اللبناني في ٢/٢/٢٠٢٢، بعد أن حصلت على علم وخبر رقم ١٤ من المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع.
تضم نبأ نخبة من الإعلاميين العرب وشبكة مراسلات ومراسلين في مختلف المناطق اللبنانية، بالإضافة إلى شبكة برامج متنوعة.
يرأس مجلس إدارة منصّة نبأ اللبنانية
رجل الأعمال اللبناني بلال هرموش
تهدف نبأ إلى نقل الأنباء المحلية والعربية والدولية بدقة ومهنيّة، كما تسعى لنقل الصورة الحقيقة للواقع اللبناني، خصوصا المناطق المهمشة إعلاميا.

2022 @ All Right Reserved , Development and Designed By NIC Group.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept اقرأ المزيد

Privacy & Cookies Policy