الهجوم الأوكراني المضاد …سيناريوهات لا تحرز تقدماً سريعاً!

by nabaa s

نارمين مرعب/ نبأ

بوتين ينفي وجود نتائج ويؤكد فشل الغرب في دعم كييف

أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في اجتماع طارئ مع أعضاء مجلس الأمن الروسي يوم أمس الجمعة، أن الهجوم المضاد الأوكراني لم يحقّق أي نتائج حتى الآن وأن الرعايا الغربيين الداعمين لأوكرانيا يشعرون بخيبة أمل كبيرة جراء عدم تحقيق أهداف الهجوم المضاد.
وقال بوتين: “لا توجد نتائج، على الأقل حتى الآن”، وذلك في إشارة إلى فشل المحاولات الأوكرانية في التصدي للهجوم الروسي على البلاد وأن القوات المسلحة الأوكرانية تكبدت خسائر فادحة، حيث قدّر عدد العسكريين الذين قتلوا بالعشرات الآلاف.
وأشار بوتين إلى أن القوات الأوكرانية تعاني من نقص في المعدات العسكرية بسبب عدم تمكن الغرب من تقديم الدعم الكافي لهم.
فحسب توضيح بوتين، الموارد الضخمة التي يحتاجها جيش أوكرانيا لتعويض خسائره في المعدات لا تتوفّر لديه في الوقت الحالي.
من جهة أخرى، تواصل القوات المسلحة الروسية “العملية العسكرية الخاصة” الهادفة إلى نزع سلاح أوكرانيا وضمان أمن روسيا من التهديدات المحتملة الصادرة من الأراضي الأوكرانية.
حيث كانت موسكو قد سبق وحدّدت أهدافًا واضحة للهجوم المضاد منذ بدء العملية في 24 شباط 2022. تتضمّن هذه الأهداف حماية سكان إقليم دونباس والقضاء على التهديدات التي تشكّلها أوكرانيا لأمن روسيا، إلى جانب إجبار أوكرانيا على تبني الحياد العسكري والتصدي للتوجهات النازية في بلادها.
تجدر الإشارة إلى أن التصعيد الحالي بين روسيا وأوكرانيا قد أثار قلقًا دوليًا كبيرًا، حيث يعتبر الصراع بين البلدين أحد أكبر التحديات الجيوسياسية في العالم حاليًا. وما زالت الأوضاع متوتّرة وقابلة للتغيّر في أي وقت، مما يتطلّب التركيز على دور المجتمع الدولي في محاولة للتوصّل إلى حلّ سلمي يضمن الاستقرار في المنطقة.

قلق داخل أوكرانيا تباطؤ التقدم في “الهجوم المضاد”

banner

أقرّ رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندريه يرماك، بأن الهجوم المضاد لكييف الذي يواجه مقاومة من القوات الروسية “لا يُحرز تقدمًا سريعًا” مشددًا على عدم تضخيم الوضع وأنه سيتم الإفصاح عن الوضع بصراحة.
وأكّد يرماك أن كييف لن تتفاوض مع روسيا طالما أن قوات موسكو متواجدة على الأراضي الأوكرانية وهذا يعكس رفض أوكرانيا التفاوض مع روسيا في ظل استمرار ما تعتبره الاحتلال العسكري الروسي لبعض مناطقها.
وفي وقت سابق، أقرّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن وتيرة الهجوم المضاد لم تكن كما كان متوقعًا. ومن جهة أخرى، أكّد ضابط الاستخبارات الأميركي المتقاعد سكوت ريتر أن القوات المسلحة الأوكرانية فقدت أكثر من نصف قوّتها خلال الهجوم المضاد.
تجدر الإشارة إلى أن الهجوم المضاد بدأ منذ 4 حزيران وتركّز الهجوم الرئيسي على قطاع زاباروجيا جنوبًا باتجاه القرم. وحتى الآن، لم تحقق القوات الأوكرانية أي تقدم حقيقي على أرض المعركة، بل تكبدت خسائر فادحة في صفوفها.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشار في خطاباته الأخيرة إلى فشل القوات الأوكرانية في تحقيق تقدّم ملموس على أي محور، وهو ما يبرز تعقيد الوضع الحالي والتحديات التي تواجهها أوكرانيا في مواجهة الاحتلال الروسي وتحقيق التقدّم المطلوب في الصراع المستمر بين البلدين.

تحليل التوجه الغربي في الصراع الأوكراني-الروسي

في إطار التحضير للهجوم الاوكراني الكبير المزعوم، يثير التسويق الإعلامي الغربي الذي رافق هذه العملية بعض التساؤلات حول قدرة القوات الأوكرانية على تحقيق الأهداف المرسومة، وذلك نظرًا لتواضع قدراتها مقارنة بالجيش الروسي القوي.
ويشير المستشار زيلينسكي ميخائيل بودولياك إلى فشل الهجوم ويعزو ذلك لتأخر الدعم والمماطلة الغربية في تقديم المساعدة العسكرية والتدريبات الضرورية للجنود الأوكرانيين.
وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهت الهجوم، يؤكد الجانب الأوكراني أنه ليس فشلًا تامًا، بل يربط ذلك بتعقيدات الهجوم وتداخل العديد من العوامل التي أثّرت على تقدم القوات الأوكرانية.
ومن بين هذه العوامل، بناء خط دفاع روسي والعبء المعنوي الذي تتحمّله القوات الأوكرانية لإثبات جدوى الدعم الغربي.
وأن التصعيد العسكري الأخير في أوكرانيا يعكس أيضًا تصاعد التوترات بين روسيا والناتو، حيث يعتبر الهجوم الروسي جزءًا من مواجهة تمدّد الناتو نحو الحدود الروسية وهذا يجعل الاقتتال في أوكرانيا ليس مجرد صراع محلي بل صراع أكبر يعبّر عن صراع جيوسياسي بين القوى الغربية وروسيا.
من جهة أخرى، يمكن أن يكون هناك خيارات مختلفة تتوافق مع مفهوم الحروب الحديثة. منها السيناريو الذي يهدف إلى استنزاف روسيا وكسرها بدعم لا محدود لأوكرانيا دون الانخراط المباشر في النزاع، ومنها السيناريو الذي يقتضي تجميد النزاع واستمراره لفترة طويلة بقناعة أن الهجوم الأوكراني لن يوجّه ضربة قاضية لروسيا. ومع ذلك، لم تظهر القوى الغربية حتى الآن أي إشارة إلى تبني هذه الخيارات، وما زالت تستمر في تقديم الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا.
في النهاية، تظل التطورات في أوكرانيا موضوعًا حساسًا ومعقدًا، ويبقى البحث في الخيارات المتاحة أمام القوى الغربية أمرًا ضروريًا في ظل استمرار التوترات بين روسيا والناتو.

You may also like

من نحن

بدأت منصّة نبأ اللبنانية نشاطها الإعلامي كأوّل منصّة في الشمال اللبناني في ٢/٢/٢٠٢٢، بعد أن حصلت على علم وخبر رقم ١٤ من المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع.
تضم نبأ نخبة من الإعلاميين العرب وشبكة مراسلات ومراسلين في مختلف المناطق اللبنانية، بالإضافة إلى شبكة برامج متنوعة.
يرأس مجلس إدارة منصّة نبأ اللبنانية
رجل الأعمال اللبناني بلال هرموش
تهدف نبأ إلى نقل الأنباء المحلية والعربية والدولية بدقة ومهنيّة، كما تسعى لنقل الصورة الحقيقة للواقع اللبناني، خصوصا المناطق المهمشة إعلاميا.

2022 @ All Right Reserved , Development and Designed By NIC Group.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept اقرأ المزيد

Privacy & Cookies Policy