كتب محمد اسماعيل:
في لحظة اندثار وطن واتجاهه نحو التلاشي وعجز كل أركان السلطة بكل تياراتها وأحزابها واكتفائهم بإطلاق النظريات والمناكفات في أخطر مرحلة يعيشها شعبٌ ما غرس في وجدانه يوماً روح الإنتماء لوطن، سوى زراعة في عقله فكر الزعيم والقائد الهمام والنائب المقدام، حيث أخضع من تولى السلطة بكل مؤسساتها لرغباته دون أي مراعاة لحفظ حقوق المواطن. وإن جادوا بفتات من أبسط الحقوق ينسبونها لأنفسهم بكل أريحية فهم وبحسب عقليتهم المريضة، وتسلطهم الوقح، يرون أنفسهم بأنهم أصحاب الفضل في شق طريق من هنا أو تعبيد طريق هناك، وهم في الأصل من نهب ثروات الوطن ومقدرات المواطن.فبعد أن كنا ننعم بالكهرباء لمدة 16عشر ساعة من أصل أربعة وعشرون ساعة، أمسينا نحلم بساعة واحدة وذلك ببركة صفقات بواخرهم ورفض إنشاء معامل جديدة وإخضاعها للتوزيع المناطقي الطائفي البغيض،ومن بعد وصف قطاعنا الطبي “بمستشفى الشرق” أصبحنا نستجدي حبة الدواء إن وجدت ناهيك عن دمار هيكلية التعليم وخاصة في التعليم الأساسي، إن بسبب إنتشار جائحة فيروس كورونا أو تدني رواتب الأساتذة والمعلمين، لذلك لا عجب، فإن تاريخ هذه السلطة في الفساد أسودٌ كزفتهم ومهما حاولنا لن نجد منظفاً يزيل آثار فسادهم أو إجرامهم بحق الوطن والمواطن لذلك لن نفلح سوى بقرار التغيير في صناديق الإقتراع التي ربما هي خشبة الخلاص الوحيدة من خلال إلزام أنفسنا بمبدأ التغيير واختيار أصحاب الفكر المؤسساتي عبر النظر في سيرة المرشح، إن كان عبر أعماله الخاصة أو مبادراته الخيرة تجاه مجتمعه وأهله في الوطن.علينا كناخبين مسؤولية إحياء وطن بعد أن اجتمعت عند رأسه مافيا السلطة والأحزاب المتسلطة بإنتظار إعلان وفاته ليقيموا على أرضه مستعمراتهم التي عملوا على إنشائها على حساب مؤسسات الوطن والمواطن.يجب أن نعي جيداً أهمية دورنا كمواطنين ناخبين وإلا فالخطب جلل، ولا ينفع حينها البكاء على الأطلال. شبابنا وشاباتنا عصب الوطن وديمومة استمراريته، تشتتوا في أصقاع المعمورة بعدما سلبت هذه الطبقة منهم أحلامهم، فكم من طبيب ومهندس وأستاذ غادروا بحثاً عن حياة كريمة، فالأرض بدون أهلها تبقى جدباء قاحلة والوطن بدون أبنائه المعطائين في كل الميادين يصبح كأبٍ هرِمٍ رماه أبناؤه في إحدى دور العجزة منتظراً لحظة الممات.لذلك فريضة التغيير اليوم هي واجبٌ إنساني وأخلاقي وإلا “لا عشنا ولاعاش الوطن”.