دخلت الاشتباكات الحاصلة بين «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) ومسلحين من العشائر العربية شرقي سوريا يومها السادس، بمنحى تصاعدي قد يزيد حدة التوتر بين الأطراف المتقاتلة وداعميها. وفي الساعات الأخيرة اتهمت «قسد» القوات الحكومية الموالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد بـ«إمداد مسلحين من العشائر بالأسلحة والعتاد لتأجيج الصراع وإذكاء نار الفتنة الأهلية»، مشيرة إلى أن عملياتها الأمنية متواصلة «برغبة من شيوخ العشائر وأهالي المنطقة».

وقال فرهاد شامي، مدير المكتب الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، إنهم لاحقوا مجموعات مسلحة تسللت ليل الخميس – الجمعة إلى الريف الشرقي لدير الزور، قادمة من الضفة الغربية لنهر الفرات الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية. وأضاف: «أوصلت هذه المجموعات العتاد للمناطق الساخنة من قبل جهات أمنية تابعة للنظام السوري، وهم يضغطون ويهددون شيوخ المنطقة ووجهاءها، في محاولة لإحداث الفتنة الأهلية».

تبلغ مساحة دير الزور التي تشهد توتراً عسكرياً منذ 27 (آب) الماضي، نحو 33 ألف كيلومتر مربع، مشكّلة 18 في المئة من مساحة سوريا. ومنذ بداية الحرب الدائرة بهذا البلد عام 2011، بقيت هذه المحافظة منقسمة السيطرة بين جهات محلية وإقليمية ودولية؛ إذ تسيطر القوات الحكومية على مركز المدينة وأجزاء من ريفيها الجنوبي والشرقي، وهي مناطق تنتشر فيها أيضاً ميليشيات أجنبية وإيرانية وقوات روسية.

في المقابل، يخضع ريف المحافظة الشمالي وقسم من شرقها لنفوذ «قوات سوريا الديمقراطية» وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بعد قضاء هذه الجهات على سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي شرقي نهر الفرات بداية عام 2019.من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الجمعة، إن حصيلة قتلى الاشتباكات التي بدأت الأحد ارتفعت إلى 45، وهم 5 مدنيين، بينهم طفلتان وسيدة، و25 من المسلحين العشائريين، و11 عناصر من «قسد» بينهم 5 من أبناء إدلب بقوات الشمال الديمقراطي، و4 أشخاص قتلوا في بلدة ضمان بمداهمة دورية لـ«قسد»، كما أُصيب ما لا يقل عن 45 شخصاً، هم 28 من المسلحين العشائريين الموالين لقائد مجلس دير الزور العسكري، و17 من «قسد»، نتيجة تلك الاشتباكات.

banner

ردود أفعال الدول وفي بيان له، دعا التحالف الدولي إلى إنهاء الاشتباكات الواقعة شمال شرق سوريا وتوقف العنف من الطرفين، زاعماً أن ما يجري يهدد بعودة داعش إلى المنطقة ويتسبب في تشتيت جهود محاربته.

وذكر البيان “أن قوة المهام المشتركة تواصل مراقبة الأحداث عن كثب في شمال شرق سوريا وتعمل على العمل لضمان الهزيمة الدائمة لداعش، دعماً للأمن والاستقرار الإقليميين، لافتاً إلى أن الانحرافات عن هذا العمل الحاسم تؤدي إلى عدم الاستقرار وتزيد من خطر عودة ظهور داعش”.

وبالمثل دعا الجيش الأميركي إلى إنهاء القتال المستمر منذ أيام بين قسد والعشائر، محذراً من استغلال داعش لما يجري وعودته إلى المنطقة، في حين أشار محللون إلى أن الأحداث في المنطقة وقعت في ظل وجود ما لا يقل عن 900 جندي أميركي إلى جانب عدد غير معلوم من المقاولين الذين يساعدون ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

المبعوث الألماني إلى سوريا “ستيفن شنيك” كان له هو الآخر موقف من الأحداث والاشتباكات في دير الزور بين العشائر العربية وميليشيا قسد، حيث عبر في تغريدة له عن قلقه إزاء التوتر الحاصل شرق ‎سوريا. وأشار السفير الألماني “شنيك” إلى أن الناس هناك عانوا لسنوات من الصراع ويستحقون العيش بأمان وكرامة، مطالباً في الوقت نفسه جميع الأطراف لضبط النفس وحلّ القضايا عن طريق الحوار.

You may also like

من نحن

بدأت منصّة نبأ اللبنانية نشاطها الإعلامي كأوّل منصّة في الشمال اللبناني في ٢/٢/٢٠٢٢، بعد أن حصلت على علم وخبر رقم ١٤ من المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع.
تضم نبأ نخبة من الإعلاميين العرب وشبكة مراسلات ومراسلين في مختلف المناطق اللبنانية، بالإضافة إلى شبكة برامج متنوعة.
يرأس مجلس إدارة منصّة نبأ اللبنانية
رجل الأعمال اللبناني بلال هرموش
تهدف نبأ إلى نقل الأنباء المحلية والعربية والدولية بدقة ومهنيّة، كما تسعى لنقل الصورة الحقيقة للواقع اللبناني، خصوصا المناطق المهمشة إعلاميا.

2022 @ All Right Reserved , Development and Designed By NIC Group.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept اقرأ المزيد

Privacy & Cookies Policy