مقال رأي – أحمد الموّاس
زار الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لبنان في إطار مساعي فرنسا لحث الزعامات السياسية في لبنان على انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، وعلى عكس كل مرّة يزور فيها لودريان لبنان لم تُبرز هذه الزيارة أي جديد في الملف الرئاسي ورغم أنّ زيارته جاءت بعد توجيه رسالة إلى النوّاب تتضمّن لائحة أسئلة عن مواصفات الرئيس المقبل وعن إمكانيّة مشاركتهم بحوار وطني بين الأفرقاء كافة، وقوبلت بالرفض من قبل نوّاب “المعارضة”.
بعد دعوة فرنسا جاءت دعوة رئيس مجلس النوّاب نبيه بري للحوار من أجل الاتفاق على انتخاب رئيس وقوبلت أيضًا بالرفض من الشريحة النيابيّة نفسها رافضين المشاركة بحوار مع محور “الممانعة”، كانت “المعارضة” قبل زيارة الموفد الأخيرة رافضة للحوار بشكل كامل مهما كانت أشكاله، لكن بعد زيارة الموفد ظهر مصطلح جديد أصبح يتداول من قبل “نوّاب السنّة” خصوصًا وهو “الحوار المشروط”.
فبعد الاجتماع الذي دعى إليه السفير السعودي في لبنان وليد البخاري وجرى بحضور مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان ولودريان أصبح هذا المصطلح المستحدث محط تعبير النوّاب السنّة في المقابلات التلفزيونيّة، فهل طلبت السعوديّة ومعها فرنسا من السنّة المشاركة في الحوار لكن ضمن شروط معيّنة؟
إذا شارك النوّاب السنّة بحوار”غير مشروط” بمباركة دار الفتوى فمن المرجّح أيضًا أن يشارك النوّاب المسحيين “المعارضين” بمباركة البطريكيّة المارونية، تقول أوساط متابعة للملف أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي سيدعو النوّاب المسيحيين إلى اجتماع عند عودته من أستراليا ليحثّهم على المشاركة بالحوار في الشروط والمطالب نفسها التي سيشارك من خلالها النوّاب السنّة، خصوصًا أن الراعي وفي عظاته الأخيرة شدّد على ضرورة الحوار من أجل انتخاب رئيس جديد للبلاد.
يرى الكثيرون من النوّاب أن قائد الجيش العماد جوزيف عون هو الأوفر حظًّا في الوصول إلى سدّة الرئاسة خصوصًا بعد الرسائل التي تبلّغها النوّاب من فرنسا بسقوط ورقتي رئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة والوزير السابق جهاد أزعور مع رفض اللجنة الخماسيّة المختصة بالملف الرئاسي اللبناني لهذه الأسماء التي يعتبرونها “مقولبة”، تقول مصادر صحفيّة أن قطر والولايات المتحدة من الداعمين الرئيسين لقائد الجيش إذ يعتبران أن الصفات المتوفّرة فيه هي الصفات التي يجب أن تكون متوفّرة في رئيس قادر أن يتولّى إدارة الأزمة الحاليّة، وتقول مصادر نيابيّة أن باريس، الدوحة، واشنطن والرياض أصبحوا جميعهم في مرحلة طرح إسم عون دون علانيّة هذا الموقف حفاظًا على “سيادة لبنان”، وخوفًا منهم على حرق الإسم وتكون بذلك قد أطلقت “الرصاصة الأخيرة” بعيدًا عن الهدف المطلوب ونكون قد عدنا إلى نقطة الصفر في هذا الملف.
إذًا، النوّاب السنّة سيشاركون بحوار “غير مشروط” وسيتبعهم النوّاب المسيحيّين بالشروط نفسها، فهل سيحضر لودريان في زيارته المقبلة إلى لبنان جلسة انتخاب رئيس الجمهوريّة؟