وضع القضاء الأميركي أمس حداً لأكبر عملية احتيال في العصر الحديث، بالحكم على سام بانكمان فرايد، الرئيس التنفيذي السابق لبورصة العملات المشفرة المفلسة FTX، بـ 25 عاماً في السجن.فيما بدا الشاب الثلاثيني الذي بدد ملايين الدولارات وأموالاً طائلة لعملائه وكأنه يعيش في عالم من الخيال.

إلا أن السؤال الوحيد الذي ظل صداه يتردد بين متابعي تلك القضية التي شغلت الرأي العام الأميركي والعالمي، “أين تبخرت الأموال”؟

عالم من الوهم

لعل الاجابة المختصرة أتت في العرض الذي قدمه جون راي الثالث، القائم بأعمال شركة FTX، الذي تم تعيينه للإشراف على إجراءات إفلاسها، الأسبوع الماضي أمام المحكمة.

banner

إذ أكد أن سام البالغ من العمر 32 عاماً دبر عملية “احتيال هائلة وضخمة”، وعاش “حياة من الوهم”.كما أوضح أن المتهم الذي لقب يوماً بملك العملات المشفرة، أنفق الملايين من أموال العملاء على حياته الخاصة ورفاهيته وترفه. ولفت إلى أن أموالا طائلة بددت من أجل اجتذاب سياسيين ومشاهير عبر التبرعات، ونشر “فلسفة زائفة حول التأثير الفعال والإيجابي” والتي تتلخص في أنه كلما زادت الأرباح، زاد الخير.

إلى ذلك، قال راي: “الضرر الذي سببه سام كان هائلاً، والندم غير موجود.” وأكد أن تلك الفلسفة التي عاشها الشاب كانت مجرد كذبة، مضيفًا أنه وفريقه أمضوا “أكثر من عام في إدارة الممتلكات بشكل مزر وكأنهم في حاوية قمامة تشتعل فيها النيران”، وفق وصفه.

في حين كشف خبير محاسبة استمعت إليه المحكمة أمس أن 11.3 مليار دولار من أموال العملاء كان من المفترض أن يتم الاحتفاظ بها في شركة ألاميدا للأبحاث، ذراع صناديق التحوط التابعة لشركة FTX. لكن لم يتم العثور سوى على 2.3 مليار دولار فقط، حسب ما نقلت وسائل إعلام غربية.

أما الباقي فقد ذهب نحو الاستثمارات والمساهمات السياسية والمؤسسات الخيرية وشراء العقارات.ومن اللافت للنظر أن FTX لم تترك أي سجلات تقريبًا للمعاملات.

يشار إلى أن محكمة في نيويورك كانت قضت الخميس بسجن قطب العملات المشفرة، لمدة 25 عاما بعد إدانته في إحدى أكبر قضايا الاحتيال المالي في التاريخ، حيث سعى الادعاء العام لسجن مؤسس شركة “إف تي إكس” لمدة أطول لا تقل عن 40 أو 50 عاما بعد أن دانته هيئة محلفين في تشرين الثاني.

وأصدر القاضي لويس كابلان حكمه بعد أن استعرض بعناية خلال الجلسة الجرائم المالية التي ارتكبها بانكمان فريد. إلا أنه من المتوقع أن يستأنف الأخير الحكم.

You may also like

من نحن

بدأت منصّة نبأ اللبنانية نشاطها الإعلامي كأوّل منصّة في الشمال اللبناني في ٢/٢/٢٠٢٢، بعد أن حصلت على علم وخبر رقم ١٤ من المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع.
تضم نبأ نخبة من الإعلاميين العرب وشبكة مراسلات ومراسلين في مختلف المناطق اللبنانية، بالإضافة إلى شبكة برامج متنوعة.
يرأس مجلس إدارة منصّة نبأ اللبنانية
رجل الأعمال اللبناني بلال هرموش
تهدف نبأ إلى نقل الأنباء المحلية والعربية والدولية بدقة ومهنيّة، كما تسعى لنقل الصورة الحقيقة للواقع اللبناني، خصوصا المناطق المهمشة إعلاميا.

2022 @ All Right Reserved , Development and Designed By NIC Group.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept اقرأ المزيد

Privacy & Cookies Policy