هدّد قائد القوات الأوكرانية دميتري مارشينكو بتدمير جسر القرم الذي يربط شبه جزيرة القرم بباقي أراضي روسيا، مضيفًا أنه سيكون “الهدف الأول للهزيمة” بعد أن تتلقّى كييف الأسلحة التي وعدها بها الغرب لمواجهة الهجوم الروسي.
وكشفت المخابرات العسكرية الأوكرانية استحواذها على وثائق فنية مفصّلة حول بنية الجسر، من تضاريس وسطح الطريق وأرصفة الجسور والهياكل المضادة للانهيارات الأرضية والمداخل والمخارج وجميع البنية التحتية للجسر.
وتعليقًا على هذه التهديدات، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إن ذلك “سيكون عملًا إرهابيًا”، بينما دعا نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري مدفيديف الجانب الأوكراني إلى التفكير في عواقب مثل هذه الخطوة قبل الإقدام عليها.
وكانت الجسور التي تربط المناطق الأوكرانية ببعضها البعض هدفًا للقوات الروسية خلال هجومها على أوكرانيا. وتبذل الحكومة الأوكرانية جهودًا كبيرة لإعادة إعمار هذه الجسور والطرقات الحيوية وخاصة في العاصمة كييف.
ما هو “جسر القرم”؟
“جسر كيرتش” أو جسر القرم هو حلم راود روسيا منذ العهد الإمبراطوري، وفي العهد السوفيتي، إلى أن تحوّل إلى حقيقة في عهد فلاديمير بوتين.
تمّ تشييده بعد ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014. يطلق عليه الروس إسم “مشروع القرن”، بينما وصفه أحد مراكز الأبحاث الأوكرانية بأنه “أصابع روسيا في حلق آزوف”.
وقاد بوتين بنفسه شاحنة خلال افتتاحه عام 2018 بتكلفة تزيد عن 3 مليارات دولار.
يعتبر جسر القرم أطول جسر في أوروبا، ويبلغ طوله قرابة 17 كيلومترٍ، كما يبلغ ارتفاعه نحو 35 مترًا عند قوسه المركزي، وهو يضمّ خطًا لسير السيارات والشاحنات، وخطًا آخر للسكك الحديدية.
ما هي أهميته بالنسبة لروسيا؟
يلعب جسر القرم دورًا مهمًا في إمداد موسكو لقواتها في شبه جزيرة القرم. ويستخدمه الروس لنقل الدبابات وغيرها من المعدات العسكرية مباشرة إلى منطقة القتال في الجنوب.
بالنسبة لسكان القرم الروس، يعد هذا الجسر شريان الحياة إذ يربطهم بوطنهم الأم.
ونظرًا لأهميته الكبيرة بالنسبة لموسكو، أنشأت روسيا عام 2019 درعًا أمنيًا فوقه يصعب اختراقه. كما نشرت منظومة نظام دفاع جوي قوية لحمايته.
بُني الجسر بدعامات هي عبارة عن هياكل خرسانية وفولاذية ضخمة، لا يمكن إسقاطها إلا بضربة مباشرة من رأس صاروخي حربي ضخم.
المصادر:
العربي – ترجمات