عودة للنواب: انتخبوا رئيسا يقود السفينة إلى ميناء النجاة وسهلوا تأليف حكومة تدير المؤسسات

by nabaa s

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

بعد قراءة الإنجيل المقدس ألقى عظة قال فيها: “يسمى هذا الأحد أحد مرفع اللحم لأننا نرفع اللحم عن موائدنا إبتداء من يوم غد، استعدادا للصوم الأربعيني المقدس. في هذا اليوم الذي يسمى أيضا أحد الدينونة نقرأ مقطعا إنجيليا يخبرنا عما سيؤول بنا الحال في اليوم الأخير، عندما يجلس الرب على كرسي مجده ليدين الجميع، كلا بحسب أعماله. لقد علمتنا الكنيسة في الأحدين الماضيين التواضع والتوبة، وهما فضيلتان تتعلقان بالذات، فيما نتعلم هذا الأحد الإنطلاق نحو الآخر الذي هو سبيلنا إلى الملكوت”.

أضاف: “نفهم جليا من إنجيل اليوم أن دينونتنا ستكون مبنية على أسس وصية المحبة التي أوصانا بها الرب يسوع: «وصية جديدة أنا أعطيكم: أن تحبوا بعضكم بعضا. كما أحببتكم أنا، تحبون أنتم أيضا بعضكم بعضا (يو 13: 34). هذه الوصية تترجم محبتنا لله عمليا، عبر تطبيقها مع كل إنسان، عدوا كان أو صديقا. يقول الرسول يوحنا: «إن قال أحد: إني أحب الله، وأبغض أخاه، فهو كاذب. لأن من لا يحب أخاه الذي أبصره، كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره؟ (1يو 4: 20). دينونتنا لن تكون على أساس محبتنا لله، بل على أساس تطبيق تلك المحبة بأفعال محسوسة نابعة من حفظنا للناموس والوصايا الإلهية، وكترجمة فعلية لمكنونات قلوبنا. فالمسيح كان يلمح دوما في أحاديثه مع تلاميذه أو مع الذين يتبعونه إلى أن قبولهم في الملكوت السماوي متوقف على المحبة التي يظهرونها تجاه إخوتهم، حتى ولو كان ذلك عن طريق أعمال بسيطة. يقول الرب مثلا: «من سقى أحد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد فقط باسم تلميذ، فالحق أقول لكم: إنه لا يضيع أجره» (مت 10: 42).

يقول القديس أفرام السرياني: «إن محبة الرب تنقذنا من الموت، ومحبة الإنسان تبعد عنا الخطيئة، لأنه ما من أحد يخطئ بحق من يحبه. إذا، من يحوي محبة الله في قلبه هو بلا أدنى شك محب لكل إنسان مخلوق على صورة الله ومثاله، أي لكل البشر، وسيظهر في يوم الدينونة أنه كان محبا لله خالقه، لأنه أحب الجميع. هذا ما يؤكده لنا الرب في إنجيل اليوم بقوله: «الحق أقول لكم: بما أنكم فعلتم ذلك بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه.

banner

وتابع عودة: “لا يشكل إنجيل اليوم مصدر رعب لأحد، لأن الله خلقنا أحرارا، وإذا أرعبنا يكون بذلك يعمل عكس حريتنا. كل ما قاله الرب يسوع أو فعله إنما قام به بهدف تعليمنا وخلاص نفوسنا.اليوم نجده يحذرنا من نتيجة أعمالنا، وأن أمامنا طريقين نختار أحدهما بحريتنا الشخصية. قال أيضا: «كل ما أردتم أن يفعل الناس بكم، إفعلوا هكذا أنتم أيضا بهم، لأن هذا هو الناموس والأنبياء (مت 7: 12). نحن نعرف أن الله محبة، وأنه فعل كل شيء مدفوعا بمحبته للبشر من أجل خلاص الجميع، حتى إنه بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك منا أحد. وبما أن الله – المحبة قد خلقنا على صورته ومثاله، فهذا يعني أننا مفطورون على المحبة، وأن كل ما نفعله عكس تلك المحبة إنما يدل على رفضنا لله وصورته، وهذه هي دينونتنا. واجب المسيحي الوحيد هو المحبة، كما يعلمنا الرسول بولس قائلا: «لا تكونوا مديونين لأحد بشيء إلا بأن يحب بعضكم بعضا، لأن من أحب غيره فقد أكمل الناموس. لأن: لا تزن، لا تقتل، لا تسرق، لا تشهد بالزور، لا تشته، وإن كانت وصية أخرى، فهي مجموعة في هذه الكلمة: أن تحب قريبك كنفسك. المحبة لا تصنع شرا للقريب، فالمحبة هي تكميل الناموس، قد تناهى الليل واقترب النهار، فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور (رو 13: 8-12). تضع كنيستنا هذا النص أمامنا اليوم، قبل دخول معترك الصيام، لكي تعلمنا بلسان الرب أن نحب، لأن المحبة تنجينا من ليل الموت، وتوصلنا إلى نهار القيامة البهي”.

You may also like

من نحن

بدأت منصّة نبأ اللبنانية نشاطها الإعلامي كأوّل منصّة في الشمال اللبناني في ٢/٢/٢٠٢٢، بعد أن حصلت على علم وخبر رقم ١٤ من المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع.
تضم نبأ نخبة من الإعلاميين العرب وشبكة مراسلات ومراسلين في مختلف المناطق اللبنانية، بالإضافة إلى شبكة برامج متنوعة.
يرأس مجلس إدارة منصّة نبأ اللبنانية
رجل الأعمال اللبناني بلال هرموش
تهدف نبأ إلى نقل الأنباء المحلية والعربية والدولية بدقة ومهنيّة، كما تسعى لنقل الصورة الحقيقة للواقع اللبناني، خصوصا المناطق المهمشة إعلاميا.

2022 @ All Right Reserved , Development and Designed By NIC Group.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept اقرأ المزيد

Privacy & Cookies Policy