كشف دوق ساسكس الأمير هاري أنه, شجع العائلة المالكة على تلقي العلاج النفسي حتى يتمكنوا من “التحدث بلغته” وفهمه فهماً أفضل، مشيراً إلى أنه يشعر دائماً بأنه مختلف عن بقية أفراد عائلته، وأن والدته الراحلة كان لديها الشعور نفسه.
الأمير هاري قال إنه “حاول تشجيع الجميع في عائلته على فعل ذلك” بعدما استفاد من التحدث إلى المعالجين بنفسه، واصفاً العلاج بأنه “ضروري”، بحسب صحيفة The Times البريطانية، الأحد 5 آذار 2023.
كان الابن الثاني لملك بريطانيا يتحدث إلى الدكتور جابور ماتيه، وهو خبير كندي مجري في “الصدمة النفسية الناتجة عن العلاقات السامة”، في محادثة استمرت 86 دقيقة في كاليفورنيا يوم السبت 4 آذار، كشف خلالها أنه حقق توازناً متنوعاً فيما يتعلق برحيله عن العائلة المالكة البريطانية.
وتابع هاري أنه “شُخِّص باضطراب ما بعد الصدمة الناجم عن وفاة والدته عندما كان في الثانية عشرة من عمره، وأنه لا يعتبر نفسه ضحية، وأن زوجته دوقة ساسكس ميغان أنقذته وهي إنسانة استثنائية”.
كما كشف الأمير هاري أنه “كان يشعر دائماً باختلاف طفيف” عن العائلة، وأن والدته الراحلة كان لديها الشعور نفسه، لافتاً إلى أنه كان يخشى أن يفقد ذكرياته عن والدته ديانا عندما بدأ العلاج النفسي.
وزاد: “حرصت على غمر أبنائي بالمحبة لتجنب نقل أي صدمات أو تجارب سلبية من نشأتي إليهم”.
وتقاعد هاري وزوجته ميغان ماركل (41 عاماً) من واجباتهما الملكية الرسمية عام 2020، وأسسا حياة جديدة في كاليفورنيا. ولدى الزوجين الآن طفلان؛ هما أرشي في الثالثة من العمر وليليبت في عامها الأول.
وأكد متحدث باسم عائلة ساسكس، في الليلة الماضية 4 مارس/آذار، أنَّ هاري “تلقى مؤخراً مراسلات عبر البريد الإلكتروني من مكتب جلالة الملك بخصوص حفل التتويج. ولن نكشف في الوقت الحالي عن قرار فوري بشأن ما إذا كان الدوق والدوقة سيحضران”. ويوافق يوم التتويج، 6 مايو/أيار، عيد الميلاد الرابع لابنهما آرشي.
وقال هاري: “الكثير من العائلات معقدة، والكثير منها يعاني من الاختلالات أيضاً”، وأوضح أن العلاج علمه “لغة جديدة لكن الأشخاص الذين كنت محاطاً بهم، لم يتحدثوا تلك اللغة”.
وأضاف, “لذلك شعرت في الواقع بأنني أُنحَى جانباً ثم قلت لمعالجي: “حسناً، لدي مشكلة: هذا ينفعني”, حتى أتمكن الآن من أن أعيش حياة حقيقية وأكون سعيداً حقاً وأباً أفضل لأولادي، لكن في نفس الوقت أشعر بأنني أبتعد أكثر فأكثر عن أحبائي وعائلتي، وهذه مشكلة”.
وأشار هاري إلى أنه, “قبل بدء العلاج، لم يكن يعرف نفسه, إذا لم أكن أعرف نفسي، فكيف يمكن لأفراد عائلتي معرفة شخصيتي الحقيقية”.
وقال ماتيه إنه بعد قراءة مذكرات هاري “Spare- الاحتياطي”، شخّصه “بصفته طبيباً” بأنه مصاب باضطراب نقص الانتباه الذي قال لهاري إنه “لا ينبغي أن يُنظَر إليه على أنه مرض ولكنه استجابة طبيعية لظروف غير طبيعية” سببها “الإجهاد” في حياته. ويشمل اضطراب نقص الانتباه مشكلات التركيز وحصر الانتباه على مهمة واحدة.
ومتحدثاً عن الحاجة إلى كسر وصمة العار المرتبطة بالصحة العقلية، قال هاري للطبيب ماتيه: “أعتقد أننا جميعاً نعاني من مشكلات، لكن بدرجات مختلفة، اعتماداً على المرحلة التي نحن فيها في حياتنا”.
وحول نشر مذكراته في كانون الثاني، قال إنه “شعور رائع وساعدني كثيراً، وكأن حملاً ثقيلاً انزاح عن صدري، وبمجرد إصدار الكتاب، شعرت بحرية لا تُصدَّق”.