خيرات كانون الثاني تزنّر لبنان، طقس غير اعتيادي وتوقعات باشتداد العاصفة حتى يوم الخميس، إضافة الى 3 عواصف ثلجية متتالية مرتقبة. يكاد يكون المشهد جميلا بنقاوة الثلج على المرتفعات، ولكن ندرة الامطار توحي بما هو أخطر، وخصوصاً انها لم تقارب بعد ولغاية اليوم المعدل السنوي المطلوب
فماذا ينتظرنا خلال الأيام المقبلة، وكيف ستكون حالة الطقس بشرح علمي مفصل؟
يؤكد رئيس حزب البيئة العالمي والخبير البيئي دكتور ضومط كامل اننا لم نصل بعد لنصف المعدل السنوي للأمطار المتساقطة، ومعدل الهطول ضعيف جدا مقارنة بالسنوات المنصرمة، وهذا ما يشكل خطراً كبيراً على الامن المائي المهدد في لبنان.
في المقابل يقول كامل في حديث لـ”لبنان 24″ أنّ ما يُشاع للمواطنين بأنّ هناك كوارث مقبلة بسبب العاصفة الحالية واي عواصف مقبلة ليس بحقيقي، وما يُنقل مضخم جداً. ويشير كامل بحسب دراسة قام بها للأحوال الجوية المرتقبة بأنّ الغيوم التي تمر حاليا فوق لبنان غير صالحة للمتساقطات، مع تأكيده بأنّ جغرافية لبنان ووجوده على تقاطع هوائي خطير يمكن أن يؤدي الى تغير في التوقعات. ولكن لغاية الدراسة الأخيرة، يشير كامل الى أنّ كتلة هوائية معتدلة دخلت لبنان منذ ما بعد ظهر الامس وأزاحت الكتل البادرة وهو ما يفسر ارتفاع درجات الحرارة مقارنة بالحرارة المتدنية جدا نهار الاثنين. وبالتالي “هناك كتلتان تتحركان فوق شرق المتوسط، غير أنّ الكتلة الهوائية المحملة بالامطار الغزيرة والتي نحتاجها في لبنان لا تستطيع الدخول بشكل كامل الى بلدنا، بسبب تمركز الكتلة الهوائية المعتدلة، لذلك سنتأثر خلال الـ48 ساعة المقبلة بدرجة صقيع عالية لعدم تساقط الامطار”.
لا أمطار؟
وبحسب كامل: “كتلة معتدلة دخلت الى الدول العربية ومنها لبنان، وقد نشهد على امطار متفرقة في مناطق مختلفة ولكنها ليست كافية ولن تكون، على الرغم من اننا لا نزال ننتظر الانفراجات على هذا الصعيد. فشرق المتوسط مرتبط ككل بحركة المناخ في روسيا، ومن روسيا الى مصر. وشهدت موسكو الأسبوع المنصرم ارتفاعاً ملحوظاً بدرجات الحرارة من من 30 تحت الصفر الى 5 تحت الصفر، أي بدأت حركة مناخ معتدلة ونحن سنتأثر بها بشكل مطلق، بسبب حركة الرياح والكتل الهوائية”.
وبالتالي فإنّ طبقات الجو العليا مصحوبة بالبرودة الشديدة التي نشدها، ستؤدي الى صعوبة في تساقط الامطار، الا في حال دخول كتلة هوائية مشبعة بالمتساقطات. ويتابع كامل: “أخطر ما نشهده خلال هذا الأسبوع هو تكوّن الجليد. قد نشهد على تساقط امطار متفرقة بعدد من المناطق ولكن حركة الكتل الهوائية اليوم ولغاية الآن هي عكس ما يروج عن حدوث امطار غزيرة”.
التغير المناخي
هنا نتوقف عن الخطر البيئي المرتقب، حيث سنكون امام يباس وجفاف بسبب التغير المناخي، في ظل واقع لا مفر منه، وهو ضعف لبنان في إيجاد استراتيجية بيئية تسمح بتخزين مياه الامطار والاستفادة منها، كذلك ضعفه في معالجة أي خطر مائي مرتقب لغياب هذه القضايا عن سلم أولوياته، على الرغم من أهميتها وارتباطها مباشرة بحياة المواطنين. وهنا يحذر كامل من كوارث ستكبدها المزارعون بالدرجة الأولى في حال استمر الوضع على ما هو عليه، ويؤكد: “نتحدث عن ضرر بيئي خطير جداً، فالمزارع الذي يعتمد على الري من الامطار الموسمية، قام للأسف هذا العام بزارعة ارضه 3 مرات بانتظار هطول الامطار وتحديداً في مواسم القمح والشعير والحبوب الأخرى التي تحتاج الى كميات كبيرة من المياه، إضافة الى خسائر فادحة على مستوى مواسم الزيتون والأشجار المثمرة التي تحتاج الى ري طبيعي”.
وبحسب الخبراء في الأحوال الجوية فيتوقع ان يتأثر لبنان بثلاث عواصف ثلجية متتالية، تستمر لغاية 3 شباط.