ترجمة: أحمد مواس- نبأ

لودريان يلتقي البخاري والعلولا في باريس قبل زيارة “الفرصة الأخيرة” التي يحمل فيها دينامكيّة جديدة.

يتعين على الموفد الفرنسي جان إيف لودريان أن يسعى اعتبارًا من الثلاثاء إعادة إطلاق مهمته بهدف كسر جمود الانتخابات الرئاسية في لبنان. وتأتي هذه الزيارة للودريان بعد “فشل” المبادرات الرامية إلى جمع حوار وطني حول انتخاب رئيس للجمهوريّة، سواء بالمبادرة التي أطلقها بنفسه، أو التي سعى إليها مؤخّرا رئيس مجلس النواب نبيه بري.

يصل الدبلوماسي الفرنسي هذه المرّة مسلّحًا بديناميكية دولية جديدة تكثفت في الأيام الأخيرة وتشير إلى إمكانية (لا تزال في مهدها) لكسر الجمود. في باريس، وقبل أن يستقل الطائرة متوجهًا إلى لبنان، التقى لودريان بالسفير السعودي في بيروت وليد البخاري ورئيس الملف اللبناني نزار العلولا. إلى جانب الملف اللبناني تركّز اللقاء على المنصب الجديد الموكل إلى لودريان، وهو رئاسة الوكالة الفرنسية لتطوير العلا، الموقع التاريخي الذي يقع شمال شرق المملكة العربية السعودية.

banner

إلى جانب الجهود المنسقة بين فرنسا والمملكة العربية السعودية، فإن قطر التي كانت تلعب دور الوسيط مع إيران لبعض الوقت في محاولة لتخفيف موقفها في لبنان ــ تنشط بهدوء على أمل التوصل إلى نتيجة ناجحة. بحسب مراسل l’orient le jour في باريس نقلا عن مصدر في الإليزيه، فإن رحلة المبعوث الفرنسي هذه المرّة هي رحلة “الفرصة الأخيرة”، خاصة وأن لودريان سيضطر قريبًا إلى الالتحاق بمنصبه الجديد في السعودية.

والرسالة التي سيحملها هي “تزامن الانتخابات الرئاسية اللبنانية مع الإصلاحات التي يطلبها المجتمع الدولي، بغض النظر عن التسلسل الذي سيتم فيه تنفيذ الديناميكيتين”، كما قيل في الإليزيه.

تقول مصادر دبلوماسية غربية إن “الجديد” الذي سيميّز زيارة المبعوث الفرنسي هو أنه سيتمكن هذه المرة من الاعتماد على “إطار ملموس” من الإجابات التي قدمت له من قبل مختلف الأطراف اللبنانية، مع استثناء ملحوظ لجزء من المعارضة الذي اعترض على هذا النهج واكتفى بالرد الشفهي إذ سبق وأرسل لودريان سؤالين إلى مختلف الكتل البرلمانية في 15 آب الماضي بشأن “المشاريع ذات الأولوية” التي ينبغي أن يركز عليها رئيس البلاد القادم و”الصفات والمهارات” التي يجب أن يتمتع بها رئيس الدولة المستقبلي لتنفيذ هذه المشاريع، وكان المبعوث الفرنسي قد طلب إجابات مكتوبة، قبيل انعقاد الحوار غير الرسمي الذي كان من المفترض، قبل فشله، أن يعقد خلال الشهر الجاري. ولذلك، وعلى أساس الإجابات التي قدمتها الكتل النيابية، سيستأنف لودريان محادثاته، التي ستتم بشكل ثنائي، وليس في إطار طاولة نقاش موسعة…

في الوقت نفسه، أعلنت حركة أمل، التي أرادت أيضًا رعاية جلسة “الحوار”، تجميد مبادرة رئيسها نبيه بري في ظل تزايد عدد المعارضين لهذه الدعوة، وكان بري قد اقترح عقد اجتماعات تستمر سبعة أيام، ويتم بعدها الدعوة لجلسات انتخاب متتالية تخلص إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد.

بعد رفض جزء من المعارضة، تراجع التيار الوطني الحر، الذي كان قد أرسل في البداية إشارات إيجابية في اتجاه دعوة رئيس السلطة التشريعية، وانتهت بالتوبيخ عليه لأنه لعب على الغموض. وهو ما وصفه النائب عن حركة أمل علي حسن خليل، الجمعة، بـ«الانقلاب»، متهمًا التيار بالمساهمة مع المعارضة في دفن دعوة لودريان وبري، لكن رئيس التيار جبران باسيل حاول أن يميز نفسه بوضوح عن نهج المعارضة، متهمًا الأخيرة بأنها تصب في مصلحة الترادف الشيعي من خلال رفضها لأي حوار.

يبقى المشهد، من الجانب اللبناني، مشبعًّا بالتوتر، أما من الجانب الخماسي، فيبدو أنه يستقر شيئاً فشيئًا، بحسب مصدر دبلوماسي غربي، ووفقًا لمصدر دبلوماسي أوروبي فإن العواصم الكبرى العاملة ــ بقيادة قطر، والولايات المتحدة بشكل أكثر تكتماً ــ تميل نحو ترشيح قائد الجيش جوزيف عون.

وهو خيار تقتنع به فرنسا والمملكة العربية السعودية بشكل متزايد اليوم، حيث أن قائد الجيش “هو رجل الساعة”، لكن لا باريس، ولا الرياض، ولا حتى واشنطن التي تذكِّرنا باستمرار بأنها لا تفضل أي مرشح، لأن الاختيار يجب أن يقع على عاتق اللبنانيين.

ويقول النائب في البرلمان اللبناني أشرف ريفي: “قطر هي التي ستفعل ذلك”. وبحسب قوله: “لم يتبق سوى أربعة مرشحين يتمتعون بالإجماع في العواصم الكبرى. وهم: جوزيف عون، جوزيف عون، جوزيف عون وجوزيف عون”.

You may also like

من نحن

بدأت منصّة نبأ اللبنانية نشاطها الإعلامي كأوّل منصّة في الشمال اللبناني في ٢/٢/٢٠٢٢، بعد أن حصلت على علم وخبر رقم ١٤ من المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع.
تضم نبأ نخبة من الإعلاميين العرب وشبكة مراسلات ومراسلين في مختلف المناطق اللبنانية، بالإضافة إلى شبكة برامج متنوعة.
يرأس مجلس إدارة منصّة نبأ اللبنانية
رجل الأعمال اللبناني بلال هرموش
تهدف نبأ إلى نقل الأنباء المحلية والعربية والدولية بدقة ومهنيّة، كما تسعى لنقل الصورة الحقيقة للواقع اللبناني، خصوصا المناطق المهمشة إعلاميا.

2022 @ All Right Reserved , Development and Designed By NIC Group.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept اقرأ المزيد

Privacy & Cookies Policy