النزوع نحو المصالحِ الضيقة يمزّق الكياناتِ الوطنيةَ 

by admin

وجّه شيخ العقل لطائفة الموّحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى رسالة حلول شهر رمضان المبارك، جاء فيها:  ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾. ( البقرة، آ 185) 

اضاف: “يَهلُّ عليْنا شهرُ رمضانَ المبارك فنستشعر معه المعاني الساميةَ التي تختزنُها الآياتُ الـمُباركَة في الكتاب الكريم، مُدركينَ أنَّ تقلُّبات الدنيا وعواصف الأيَّام وصعوبات الزَّمان، مهما اشتدَّت، فإنَّها لن تكون إلّا حوافز للمؤمنين لاستكناه معاني الصَّبر والرِّضى والقَبول، بل ومعاني الإيثار والمبادرة لأفعال الخيْر والعطاء.

رمضانُ شهرُ الرحمة، وأيُّ رحـمةٍ أجلُّ من نعمةِ يقظةِ النَّفس من غفلتِها وسجُون أوهامها ومطامعها؟ وأيّ نعمةٍ أشرف من أن يتحرَّرَ الفردُ من طوْقِ الخضُوع لأهواء نفسِه الأمـَّارة بالسُّوء؟ وأيُّ فضلٍ أعظمُ مـِمـَّا أُنزل من ربِّ العِبادِ في هذا الشَّهر المبارَك نوراً مُبيناً للعالمين ﴿وَأَنـزَلْـنـا إلَـيْـكُم نُـوراً مُـبِينا﴾”.

وتابع: “رمضانُ شهرُ الصَّوم، والصومُ نعمةٌ بمقاصدِه الـموصُولةِ بحُرمَة هذا الشَّهر الذي يوجبُ علىينا احترامَه والاستفادةَ من أيامِه ولياليه، التزاماً بالفريضة، وامتناعاً عن المحرَّمات، وإقبالاً على الطاعات، ووقُوفاً أمام المُنعِم والنِّعمـةِ حمداً وشكراً، بالصَّلاة وبالتّسبيح، بالتقوى وبالاستشعار، بالذِّكر وبالرِّضى، وبالنيَّة الطيِّبة والعملِ الصالح، وتجاه الجماعةِ الإنسانيَّة بالمشاركةِ والألفة، وبالمبادرة الخيِّرة حيث حقلُ الثمرات زاخرٌ بالجنى على دروب الأمر بالمعروف والنَّهي عن المُنكَر.

banner

لقد نبّهَنا الدِّينُ إلى ثوابتِ القيَم والـمُـثُل الإنسانيَّة، وإلى بركةِ الصَّلاةِ والزَّكاةِ والصَّوم التي تتهذَّبُ بها النُّفُوسُ فترقى، بينما نرى اليومَ بأُمِّ العين والضمير كيف يتنكّرُ الناسُ لتلك القِيَم، وكيف ينخرُ الفسادُ أجسادَ الأُمم، وكيف يُعكِّرُ التنافرُ والتنازُعُ أجواءَ السلام، وكيف تُمزّقُ الخصوماتُ والأنانيّاتُ والنزوعُ نحو المصالحِ الضيِّقة الكياناتِ الوطنيةَ والإنسانية، فنشعرُ كم نحن بحاجةٍ في مواجهة الاستحقاقات والتحديات إلى مزيدٍ من الإيمانِ والارتقاءِ وإرادةِ العودةِ إلى المنابعِ الروحيةِ الأصيلةِ وإلى القيمِ الأخلاقيةِ والاجتماعيةِ والوطنيةِ السامية”. 

وختم: “نسألُ اللهَ تعالى أنْ يَشملَنا وإخواننا جميعاً بالرحمةِ والرأفةِ والسلامِ والعفو، وأن يجعلَ أيّامَنا في رمضانَ المباركِ مواسمَ خيرٍ وائتلافٍ وزكاةٍ ويُمنٍ وبرَكةٍ وصبْرٍ ورضى. إنه هو الرحيمُ الرؤوفُ السلامُ والعفوُّ، وهو  الحليمُ الكريم السميعُ والمُجيب، لا إله غيره ولا معبود سواه”.

المصدر : MTV

You may also like

من نحن

بدأت منصّة نبأ اللبنانية نشاطها الإعلامي كأوّل منصّة في الشمال اللبناني في ٢/٢/٢٠٢٢، بعد أن حصلت على علم وخبر رقم ١٤ من المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع.
تضم نبأ نخبة من الإعلاميين العرب وشبكة مراسلات ومراسلين في مختلف المناطق اللبنانية، بالإضافة إلى شبكة برامج متنوعة.
يرأس مجلس إدارة منصّة نبأ اللبنانية
رجل الأعمال اللبناني بلال هرموش
تهدف نبأ إلى نقل الأنباء المحلية والعربية والدولية بدقة ومهنيّة، كما تسعى لنقل الصورة الحقيقة للواقع اللبناني، خصوصا المناطق المهمشة إعلاميا.

2022 @ All Right Reserved , Development and Designed By NIC Group.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept اقرأ المزيد

Privacy & Cookies Policy