تدفع الحرب المحتملة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية إلى تسريع ضرورة الخيار الاستراتيجي لعرب الخليج بين واشنطن وبكين
لقد دخلت إلى البحر الأسود 6 سفن إنزال روسية من الأساطيل الروسية لبحري البلطيق والشمال. لماذا؟
بالتزامن، أنشأت روسيا مجموعة بحرية قوية في البحرين الأسود والأبيض المتوسط، بما في ذلك 3 طرادات صواريخ من طراز “أطلنط”، التي يطلق عليها “قاتلة حاملات الطائرات”، المسلّحة بالصواريخ (بما في ذلك تلك القادرة على حمل رؤوس حربية نووية) التي يبلغ مداها 1000 كلم
علاوة على ذلك، وكما أكد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، فإن التدريبات في البحر الأبيض المتوسط “ستجري بشكل مستمر”، بمعنى أنه لا يُعرف بعد متى ستغادر هذه المجموعة المنطقة، وما إذا كانت ستغادر على الإطلاق
بطبيعة الحال، لا يمكن النظر في أكبر التدريبات التي تجريها روسيا حالياً، براً وبحراً، بشكل منفصل عن الإنذار النهائي، الذي قدمته موسكو في ديسمبر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي “الناتو”
فروسيا كانت قد وعدت باتخاذ إجراءات عسكرية، وعسكرية فنية، حال الرد بالنفي على مطالباتها بالضمانات الأمنية. وقد رفضت الولايات المتحدة الأمريكية و”الناتو” تلك المطالب الروسية
إن الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مع تدخل أوروبا لاحقاً في الصراع، هي الهدف الرئيسي للولايات المتحدة اليوم. حيث سيسمح ذلك لواشنطن بإضعاف روسيا بحرب بالوكالة، وتحييدها قبل المعركة الحتمية بين واشنطن وبكين على زعامة العالم، دون تكبّد خسائر تلك المعركة. بالإضافة إلى ذلك، ففي حال نشوب حرب في أوكرانيا، ستكسر واشنطن أخيراً المقاومة الألمانية وبعض الدول الأوروبية الأخرى، وتنهي التعاون الاقتصادي الأوروبي مع روسيا، مع عواقب وخيمة على الأخيرة
بالنسبة لأوروبا، فإن العقبة الرئيسية في هذا المشروع هي اعتمادها على روسيا في توفير النفط والغاز. وتحاول واشنطن حالياً إجبار الدول العربية في الخليج، وخاصة قطر، على إعادة توجيه إمداداتها من الصين وآسيا إلى أوروبا. حتى الآن، دون جدوى، ولكن، وفي حال نشوب صراع عسكري، ستوجّه واشنطن إنذاراً نهائياً إلى العواصم العربية، التي لن تتمكن حينها على الأرجح من رفضه
تتعارض الحرب في أوكرانيا، بطبيعة الحال، مع مصالح روسيا، التي تحاول تجنبها بكل الطرق الممكنة، على الرغم من سنوات عديدة من الاستفزاز من جانب أوكرانيا في إقليم الدونباس، والهستيريا التي تحدث الآن في وسائل الإعلام الغربية
يتمثل هدف موسكو الآن في تشكيل تهديد غير مقبول بشكل مباشر على الولايات المتحدة الأمريكية، مع تجنب الصراع مع أوروبا
سيكون ذلك ممكناً فقط إذا لم يكن الصراع في أوكرانيا، وليس على أراضي دول “الناتو”
سيؤدي تهديد الولايات المتحدة الأمريكية على الأرجح إلى صراع عسكري، لأن الجيل الحالي من النخبة الأمريكية، الذي تشكّل خلال الأزمة الروسية في التسعينيات من القرن الماضي، إذ لا يزال يعتبر روسيا ضعيفة، ولا يعترف بحقها في الدفاع عن مصالحها الوطنية. لهذا سيؤدي تهديد روسيا إلى عمل عسكري من قبل الولايات المتحدة
دعونا نذكر أن سفن الإنزال الروسية المحمّلة ببعض الأشياء قد دخلت أولاً إلى طرطوس السورية، ثم ذهبت إلى البحر الأسود. وهناك من المحتمل أن تستقبل على متنها قوات روسية. فأين ستذهب بعد ذلك؟ وأين يمكنك محاربة الولايات المتحدة دون إشراك أوروبا؟ المنطقة الأقرب هي سوريا
في حالة نشوب صراع…..
المصدر:نبض