ليبيا… هدوء حذر في طرابلس بعد اشتباكات بين مجموعات مسلّحة

by admin

عاد الهدوء إلى طرابلس، الأحد، غداة اشتباكات بين مجموعات مسلحة اندلعت في العاصمة الليبية ليل الجمعة السبت أسفرت عن سقوط 32 قتيلا و 159 جريحا، بحسب حصيلة رسمية.

وسمع إطلاق نار كثيف ودوي قصف مدفعي طوال ليل الجمعة ويوم السبت حتى حلول الظلام في عدد من أحياء العاصمة وسط فوضى سياسية مع حكومتين متنافستين.

وتتنافس حكومتان على السلطة منذ آذار: واحدة مقرها طرابلس ويقودها عبد الحميد الدبيبة، والأخرى بقيادة فتحي باشاغا ويدعمها المشير خليفة حفتر رجل الشرق القوي.

وذكرت وسائل إعلام وخبراء أن الاشتباكات “انتهت بهزيمة محاولة باشاغا للإطاحة بحكومة منافسه”.

banner

ولعبت مجموعات مسلحة محايدة في هذه المواجهة السياسية، ولا سيما “قوة الردع” التي وقفت إلى جانب الدبيبة، دورًا حاسمًا في نتيجة القتال.

هذا هو الانقلاب الثاني الفاشل الذي يقوم به باشاغا وزير الداخلية السابق لمحاولة إزاحة منافسه من السلطة التنفيذية.  

من جانبها، دعت الأمم المتحدة الأطراف الليبية إلى “الحوار” لحل الخلافات. وحثت في بيان، كل الأطراف على”الانخراط في حوار حقيقي لحل المأزق السياسي الحالي وعدم اللجوء إلى القوة لحل خلافاتهم”.

– تحد –

جرت الاشتباكات على نطاق غير مسبوق منذ فشل محاولة المشير حفتر في حزيران 2020 لاحتلال العاصمة عسكريا، في ذروة الحرب الأهلية التي أعقبت سقوط نظام معمر القذافي في 2011.

وكانت #ليبيا غارقة في أزمة سياسية كبيرة منذ نهاية حكم القذافي مع التنافس بين المناطق الرئيسية وصراعات على السلطة والتدخل الأجنبي.

وشكلت حكومة مؤقتة في طرابلس مطلع 2021 في غطار عملية رعتها الأمم المتحدة ومهمتها الرئيسية تنظيم انتخابات في كانون الأول الماضي.

لكن الانتخابات تأجلت إلى أجل غير مسمى بسبب خلافات شديدة على الأساس القانوني للانتخابات ووجود مرشحين يسببون انقساما بينهم بالتحديد الدبيبة وباشاغا وحفتر، إلى جانب نجل القذافي المثير للجدل سيف الإسلام.

ونظرا لانتهاء مدة ولايته، عيّن البرلمان الشرقي في شباط الماضي باشاغا رئيسًا للوزراء، ما دفع الدولة الواقعة في شمال أفريقيا إلى أزمة سياسية خطيرة. من جانبه أكد الدبيبة مرات عدة أنه لن يخضع إلا لحكومة منبثقة عن  صناديق الاقتراع.

ولم يرد باشاغا الذي نصب حكومته مؤقتًا في سرت (وسط) ليبيا، على هذه الهزيمة الجديدة. وظهر خصمه الدبيبة في مقطع فيديو ليل السبت في أحد مقار قواته وهو يحيي المقاتلين الداعمين لحكومته.

وصافح الدبيبة الذي كان محاطا بحراسه أنصاره، والتقط صورًا تذكارية وتبادل بضع كلمات تشجيعية معهم.

وقال لحشد من المقاتلين في تسجيل نشره على حسابه على تويتر إن “هذا البلد لن نتركه للأوغاد” مشيرا إلى أن الهجوم مدعوم “داخلياً وخارجياً”. 

وعلت هتافات تأييد في صفوف المقاتلين وقادتهم المحيطين به.

– من دون نهاية –

سبب القتال أضرارا جسيمة في العديد من المباني بينما احترقت عشرات السيارات وأصيبت ستة مستشفيات في إطلاق النار.

وأرجئت امتحانات المرحلة النهائية للمدارس الثانوية وأغلقت جامعة طرابلس حتى إشعار آخر. كما تم تعليق الرحلات الجوية في مطار معيتيقة الدولي، وهو الوحيد الذي يخدم طرابلس.

وأمر عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة طرابلس، باعتقال أي شخص متورط في “الهجوم على طرابلس” سواء كان “عسكريًا أو مدنيًا”.

وقالت قوة العمليات المشتركة وهي مجموعة مسلحة قوية مقرها في مصراتة داعمة للدبيبة، في بيان صحافي الأحد، إنها أوقفت العديد من “المهاجمين” المتورطين في محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها باشاغا.

لكن الأزمة لم تنته بعد، والوضع الأمني غير مستقر إطلاقا لا سيما في طرابلس، حيث ما زال عدد لا يحصى من المجموعات المسلحة ذات الولاءات المتغيرة “مؤثراً جدا”.

وقال ولفرام لاشر الخبير الدولي في شؤون ليبيا إن “المجموعات المسلحة التي وجدت نفسها في جانب واحد في قتال الأمس في طرابلس، ستشتبك غدا على الأراضي والمواقف والميزانيات”. 

وأضاف الخبير في المعهد الألماني الدولي للشؤون الدولية والأمنية أن “الفصائل التي كانت موالية للدبيبة أمس ستتحداه غدا (…)، هذه قصة لا نهاية لها”.

You may also like

من نحن

بدأت منصّة نبأ اللبنانية نشاطها الإعلامي كأوّل منصّة في الشمال اللبناني في ٢/٢/٢٠٢٢، بعد أن حصلت على علم وخبر رقم ١٤ من المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع.
تضم نبأ نخبة من الإعلاميين العرب وشبكة مراسلات ومراسلين في مختلف المناطق اللبنانية، بالإضافة إلى شبكة برامج متنوعة.
يرأس مجلس إدارة منصّة نبأ اللبنانية
رجل الأعمال اللبناني بلال هرموش
تهدف نبأ إلى نقل الأنباء المحلية والعربية والدولية بدقة ومهنيّة، كما تسعى لنقل الصورة الحقيقة للواقع اللبناني، خصوصا المناطق المهمشة إعلاميا.

2022 @ All Right Reserved , Development and Designed By NIC Group.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept اقرأ المزيد

Privacy & Cookies Policy