قالت صحيفة لوفيغارو (Le Figaro) الفرنسية إن تقريرا لأجهزة الاستخبارات الخارجية في إستونيا أورد معلومات مفصلة عن أساليب عمل المخابرات العسكرية الروسية، لتصوير التهديد الذي تشكله موسكو وبكين أيضا على الغرب.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير لنيكولا باروت- أن التقرير الذي تصدره الاستخبارات الإستونية كل عام منذ 7 سنوات، والذي لا يرتبط تاريخ نشره بالأزمة الأوكرانية -حسب المدير العام للمخابرات ميكوك مران- يركز على أنشطة الاستخبارات العسكرية الروسية ويؤكد استمرار التهديد الذي تشكله، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن تقوم بإجراءات تخريبية في أوكرانيا.
ويقول التقرير إن الاستخبارات العسكرية الروسية تشرف منذ عام 2014 على تنظيم “مجموعات مقاتلة” للقيام بهجمات واغتيالات وإنشاء مخابئ أسلحة في أوكرانيا، لتفعيلها عند استقبال أول إشارة من روسيا.
وتعترف إستونيا علنا أنها تريد تعليم شركائها أساليب الاستخبارات الروسية التي تتميز عن غيرها من نظيراتها في العالم بأنها لا تكتفي بجمع المعلومات العسكرية، بل تضيف إليها معلومات عن الاقتصاد والسياسة والتكنولوجيا والبيئة في المناطق المستهدفة.
مراقبة البنية التحتية
وحسب التقرير، تملتك الاستخبارات العسكرية الروسية 5 مراكز نشطة على بوابات أوروبا، أولها المركز رقم 73 في مدينة سان بطرسبورغ، ورقم 264 في كالينينغراد، ورقم 74 في سمولينسك، والمركز 269 في موسكو، ومركز رقم 1194 في مورمانسك “والمهمة الرئيسية لعملاء المخابرات العاملين فيها هي إعداد ودعم العمليات العسكرية الروسية في الخارج باستخدام المعلومات التشغيلية والتكتيكية التي يتم جمعها عن الدولة المستهدفة، وبفضل هذه المعلومات يتم تصور الوضع وانتشار القوات المسلحة في البلد المستهدف، خاصة تلك المتعلقة بحضور الناتو (حلف شمال الأطلسي)”.
ودون تقديم تفاصيل عن العدد الفعلي أو تأثير هذه الشبكات تقدم المخابرات الإستونية تفاصيل عن مهام الجواسيس المجندين في الخارج من قبل الروس، والتي تتدرج من الاهتمام بالرأي العام المحلي إلى رصد البنى التحتية الحساسة والعسكرية، كما يعمل مركزا كالينينغراد ومرمانسك بالخصوص على تجنيد بحارة لرصد المرافق في الموانئ حسب تقرير الاستخبارات.
وختمت الصحيفة باستعراض سريع لحالات تشير إلى أنشطة قامت بها الاستخبارات العسكرية الروسية في أوروبا، مثل إرسال وكلاء لمحاولة اغتيال سيرغي سكريبال في المملكة المتحدة، ومثل الاشتباه عام 2020 في تجنيد ضابط فرنسي كان يعمل في قاعدة للناتو بإيطاليا، ومثل الحكم في أكتوبر/تشرين الأول الماضي على جاسوس تابع للروس كان يعمل في البوندستاغ (البرلمان الألماني).
المصدر : لوفيغارو