الرئيس الكازاخستاني يعطي قوات الامن “الضوء الاخضر”…اليكم التفاصيل

by admin

تحت التأثير المعنوي لمشهدية عشرات الطائرات الروسية التي تُنزل أعداداً كبيرة من الجنود لدعم النظام في كازاخستان في وجه انتفاضة شعبيّة، رفض رئيس كازاخستان قاسم جومرت توكاييف أمس أي إمكانية للتفاوض مع المحتجّين، مانحاً “الضوء الأخضر” لقوات الأمن لتصفيتهم ميدانيّاً ووضع حدّ للاحتجاجات العنيفة التي تُزلزل البلاد.

وشكر توكاييف خلال خطاب متلفز حليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمسارعة في نجدته بعد وصول كتيبة من القوات الروسية ودول منظمة “معاهدة الأمن الجماعي” بقيادة موسكو لدعم النظام، وقال: “أمرت قوات الأمن والجيش بإطلاق النار بهدف القتل من دون إنذار مسبق”، معتبراً أنّ الدعوات “عبثية” للتفاوض مع من وصفهم بـ”الإرهابيين”، لا سيّما في الخارج. وتساءل: “ما نوع المفاوضات التي يُمكن أن نُجريها مع مجرمين وقتلة؟ كان علينا التعامل مع مجرمين مسلّحين ومدرّبين… يجب تدميرهم وسوف يحصل ذلك قريباً!”.

وأكد رئيس كازاخستان إعادة النظام الدستوري “إلى حدّ كبير”، لكن ما يدلّ على أن الوضع لم يعد إلى طبيعته، إعلان مطار ألماتي أنه سيبقى مغلقاً حتّى الأحد على أقرب تقدير، في حين كشف الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن بوتين وتوكاييف أجريا اتصالات هاتفية عدّة في الأيام الماضية، بينما أشاد الرئيس الصيني شي جينبينغ بـ”الإجراءات القوية” التي اتخذتها السلطة ضدّ المتظاهرين، معتبراً أنها تنمّ عن الحسّ “العالي بالمسؤولية” لدى توكاييف.

ونقلت وكالة “رويترز” عن وزارة الدفاع الروسية أن أكثر من 70 طائرة أنزلت “قوات حفظ سلام” في كازاخستان أمس، فيما كانت منظمة “معاهدة الأمن الجماعي” قد ذكرت الخميس أن القوة ستضمّ نحو 2500 فرد، وستبقى في كازاخستان لأيّام أو أسابيع، وستُغادر فور انتهاء مهمّتها، موضحةً أن مهمّة هذه القوة ليست قمع المحتجّين، بل مساعدة كازاخستان في حماية المنشآت الحيوية.

banner

لكن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن كان له رأي مختلف حول هذا الأمر، إذ حذّر من أن كازاخستان ستجد صعوبة كبرى في الحدّ من النفوذ الروسي، وقال خلال مؤتمر صحافي في واشنطن: “ثمّة درس من التاريخ الحديث مفاده أنه ما أن يدخل الروس بلداً ما، فإنّ إخراجهم يكون أحياناً أمراً بالغ الصعوبة”، مضيفاً: “يبدو لي أن السلطات الكازاخستانية يُمكنها بالتأكيد التعامل مع التظاهرات بشكل مناسب والحفاظ على النظام مع احترام حقوق المتظاهرين. لذلك، لا أفهم بوضوح سبب شعورها بالحاجة إلى دعم خارجي”.

وبعد يومَيْن من أعمال العنف، بدت ألماتي مدينة أشباح أمس، حيث كانت غالبية المصارف والمحلّات والمطاعم لا تزال مغلقة. لكن حركة السير استؤنفت بشكل خجول. ولا تزال هياكل سيارات متفحّمة وبرك من الدماء تظهر في ألماتي بعد ظهر الجمعة، في وقت كانت فيه شاحنات مدرّعة تقوم بدوريات مكثفة في الشوارع. وبدت واجهة مبنى البلدية التي أضرمت فيها النيران الأربعاء مع المقر الرئاسي سوداء ولا يزال الدخان يتصاعد من النوافذ.

وبينما أعلنت موسكو أن جيشها بدأ “أداء المهام الموكلة إليه” في كازاخستان وأن مطار ألماتي “تمّت السيطرة عليه بالكامل”، كشفت وزارة الداخلية الكازاخستانية في بيان مقتل 26 “مجرماً مسلّحاً” وإصابة 18 آخرين بجروح، مشيرةً إلى أن جميع مناطق كازاخستان “حُرّرت ووضعت تحت حماية معزّزة” مع إقامة 70 نقطة تفتيش في أنحاء البلاد كافة.

وأدّت أعمال الشغب التي تخلّلها تبادل إطلاق نار، إلى سقوط عشرات القتلى وأكثر من 1000 جريح، بحسب السلطات. وأفادت الشرطة بسقوط 18 قتيلاً و748 جريحاً في صفوفها، فيما اعتُقل أكثر من 3800 شخص في كافة أنحاء البلاد، وفق المصدر نفسه. وأحدثت أعمال الشغب بسرعتها وشدّتها صدمة في كازاخستان والعالم.

You may also like

من نحن

بدأت منصّة نبأ اللبنانية نشاطها الإعلامي كأوّل منصّة في الشمال اللبناني في ٢/٢/٢٠٢٢، بعد أن حصلت على علم وخبر رقم ١٤ من المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع.
تضم نبأ نخبة من الإعلاميين العرب وشبكة مراسلات ومراسلين في مختلف المناطق اللبنانية، بالإضافة إلى شبكة برامج متنوعة.
يرأس مجلس إدارة منصّة نبأ اللبنانية
رجل الأعمال اللبناني بلال هرموش
تهدف نبأ إلى نقل الأنباء المحلية والعربية والدولية بدقة ومهنيّة، كما تسعى لنقل الصورة الحقيقة للواقع اللبناني، خصوصا المناطق المهمشة إعلاميا.

2022 @ All Right Reserved , Development and Designed By NIC Group.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept اقرأ المزيد

Privacy & Cookies Policy