كانت الزيارة التي قام بها الى لبنان وفد الخزانة الاميركية برئاسة مساعد وزير الخزانة الرئيسي لشؤون تمويل الإرهاب و الجرائم المالية بول أهيرن، و نائب مساعد وزير المالية لشؤون الشرق الأوسط إريك مايير، و المستشارة السياسية كاتلين بوزيس كانت لافتة، بحيث أنه على الرغم من أولوية الحرب الروسية على أوكرانيا، فإن أي تعديل في موعد الزيارة لم يحصل.
و أوضحت مصادر ديبلوماسية ل”نبأ”، أن وفد الخزانة هدف في محادثاته إلى استطلاع جملة أمور لعل أبرزها:
-مدى إمكان وجود حسابات روسية في بيروت و ضرورة امتثال لبنان للعقوبات الأميركية و الأوروبية التي فرضت على موسكو نتيجة حربها على أوكرانيا، و التهديد الذي تحمله هذه الحرب ليس فقط على أوروبا، بل على العالم أجمع.
-أراد الوفد معرفة مدى مطابقة الإجراءات التي يتخذها القطاع المصرفي اللبناني مع القواعد الدولية المالية، و مدى احترامه للعقوبات المفروضة. كما استطلع طريقة الإمتثال لكل القيود الدولية و مدى وجود الرقابة المفروضة على حركة الحسابات و اتجاهاتها، و ما إذا تتجه نحو تمويل الإرهاب. و موضوع الحظر المالي على الإرهاب يبدو الأكثر مراقبة من جانب واشنطن.
-و استطلع الوفد أيضاً مسار “القرض الحسن” التابع ل”حزب الله”، و فهم من المسؤولين اللبنانيين أن هذا القرض ليس مرخصاً له في لبنان و هو يعمل خارج النظام المصرفي اللبناني.
-عبّر الوفد عن ترحيبه بإنشاء لبنان الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد. و كان الوفد مهتماً لمعرفة وظيفتها و آلية عملها، و طريقة التعاون الأميركي معها. و اعتبر الوفد أن إنشائها هو خطوة مهمة و أساسية على طريق مكافحة الفساد، و التي هي مطلب دولي من لبنان. بالتزامن مع تنفيذه الإصلاحات المطلوبة منه دولياً، و كل ذلك من أجل مساعدته على إنقاذ نفسه و عودة اقتصاده للنهوض مجدداً.
-ان وفد الخزانة الأميركية أجرى في بيروت لقاءات مع المجتمع المدني، و هذه اللقاءات يعتبرها الوفد مهمة جداً له، لأنه يستطيع من خلالها أن يتبلغ عن حالات فساد، و عن أسماء المتورطين فيه. ليس من أدنى شك بحسب المصادر، أن الوفد أوصل الى المسؤولين اللبنانيين رسائل و ملاحظات في موضوع العقوبات وصلتها بالفساد و الإرهاب، و نظرة واشنطن الى ذك، و ضرورة التزام لبنان فعلياً لتنفيذها بالشكل الصحيح.
كما أوصل الوفد رسائل سياسية حول ضرورة تنفيذ إصلاحات قبل الإنتخابات و حول ضرورة عدم توفير أي غطاء للنشاط المالي ل”حزب الله”، لأن أي غطاء من هذا النوع يهدد مصداقية النظام المالي اللبناني.
وتزور وفود من الخزانة الأميركية بيروت بشكل دوري، و هي تركز على وضع مالية لبنان ما لها و ما عليها، تحضيراً لمساعدات في المرحلة المقبلة إذا أنجز لبنان إصلاحات جوهرية.
ثريا شاهين
245