“لم يتبلّغ حتى الساعة شخصياً بالشكوى”… جرمانوس: كلام الحواط رأي سياسي

by nabaa s

أشار وكيل النائب الحواط المحامي غابي جرمانوس، إلى إنّ “النائب زياد الحواط أعطى رأياً شخصيّاً، لا يشكل جرماً بالقدح والذم أو يمسّ بكرامة القضاء، بل هو رأيٌ سياسي حول طبيعة الملاحقات التي تحصل مع المصارف، والتي برأي الحواط يجب أن تكون مدروسة وعلميّة، بهدف تحقيق العدالة من دون تدمير القطاع المصرفي”.

وأضاف في حديث النهار، “لم يكن الحواط في موقع الدفاع عن المصارف، والعبارة التي وردت على لسانه “ملاحقات فولكلورية” هي تعبير عن رأي سياسي لناحية توصيف هذه الملاحقات، ولا تتضمن تحقيراً للقضاء، ولا قدحاً وذماً. والحواط كنائب له كامل الحق بإعطاء آراء سياسية من دون أيّ ملاحقة، وهذا أمر يكفله له الدستور، ويدخل من ضمن مهامه كممثل للشعب اللبناني”.

معلوم أنّ المدعي العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون اتخذت صفة الادعاء الشخصيّ أمام قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور بجرائم القدح والذم والتشهير وتهديد قاضٍ. وقد حدّد القاضي منصور جلسة للاستماع إلى النائب الحواط يوم الخميس 23 آذار.

banner

حتى السّاعة، وبحسب جرمانوس، “لم يتبلغ الحواط شخصياً الشكوى. وعند حصول التبلّغ، سنأخذ القرارات القانونية المناسبة، كتقديم الدفوع الشكلية التي يُطلب بموجبها ردّ الدعوى قبل البحث فيها، نظراً إلى أنّ المدّعى عليه نائب في البرلمان اللبناني، والدستور يكفل له التعبير عن آرائه السياسية بحرية وعدم ملاحقة، إذ “لا تجوز إقامة دعوى جزائیة على أيّ عضو من أعضاء المجلس بسبب الآراء والأفكار التي یبدیها مدة نیابته”.

وجدّد التأكيد أن النائب الحواط مع محاسبة المصارف بطريقة علميّة وموضوعية، والخلاف مع القاضي لا يشكّل خلافاً مع القضاء، وهو على استعداد تام لتطبيق القانون وما يفرضه القانون عليه كأيّ مواطن يحترم التعاطي مع القضاء تحت سقف القانون.

بدوره علّق الخبير القانوني الدكتور سعيد مالك على مسألة الادعاء على النائب زياد الحواط، فيقول، “من الثابت أن نائب الأمّة، وعملاً بأحكام المادة 39 من الدستور يتمتّع بحصانة شاملة، وكاملة، وغير مجتزأة، عن التصاريح والآراء التي يبديها. وما أقدم عليه الحواط في جلسة تلفزيونية كان إبداء رأي وإبداء موقف من تحقيقات تجريها القاضية عون؛ لذا، لا يجب، ولا يمكن، وليس باستطاعة أيِّ كان، ولو كان قاضياً، مقاضاة نائب أو الادّعاء عليه أثناء قيامه بمهامه، لا سيّما أنّ النائب، عملاً بأحكام المادة 27 من الدستور، يمثل الأمّة جمعاء، ولا يجوز أن تُربط وكالته بأيِّ قيد أو شرط، ممّا يفيد بأنّ إقدام القاضية غادة عون على الادعاء على النائب حواط يُعتبر مخالفاً لأحكام المادة 39 من الدستور، ويقتضي إبطال الإجراءات التي قامت بها والادّعاء أمام قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور”.

وفيما لو ثبت وجود قدح وذم، رفض مالك هذه الفرضيّة، مؤكداً أننا “نتحدث اليوم في إطار قبول الدعوى، أي أن الدعوى لا تُقبل بحق نائب بسبب إدلائه بآراء ومواقف أثناء نيابته، والمادة 40 التي استندت إليها القاضية عون في الكلام عن إمكانية الملاحقة، والتي تقول “إنه يمكن ملاحقته في الأفعال التي يُقدم عليها بإذن المجلس النيابي ما خلا حالة التلبس بالجريمة”، ولما كانت قد اعتبرت القاضية عون أنها قد ادّعت فيما كان زياد حواط متلبّساً بالجريمة، أي بالجرم المشهود، فهذا يستقيم عندما تكون الأفعال المنسوبة إلى النائب تستند إلى أفعال منصوص عنها في قانون العقوبات اللبناني. أما الواقع فيؤكّد أن ما قام به حواط هو إبداء رأي، ولم يتضمّن كلامه أيّ قدح أو ذم، بل كان كلاماً متّزناً، يتّسم بالوصف لما يراه من مسار لهذه التحقيقات، ولديه حصانة شاملة ولا إمكانية لمقاضاته بأيّ شكل من الأشكال”.

استناداً إلى كل هذه الثوابت القانونية لا يمكن للقضاء أن يوقف النائب زياد الحواط. أمّا بشأن مثوله أمام قاضي التحقيق، فيلفت مالك إلى أنه، “في حال أُبلغ النائب الحواط – خصوصاً أنه حتى تاريخه لم يُبلّغ أصولاً – أعتقد أن محاميه سيقصد مكتب قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان، وسيتقدم بدفوع شكليّة، سنداً لأحكام المادة 73 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، وسيدلي بعدم الصلاحية، وبوجود سبب يحول دون السير بالمحاكمة، ألا وهو الحصانة النيابية الشاملة”.

ويشير إلى أنه “ليس هناك من صلاحية لقاضي التحقيق النظر في هذه الدعوى، وأيضاً هناك سبب أساسيّ وجوهريّ يحول دون سماع الدعوى هو وجوب الاستحصال على إذن المجلس النيابي”. وفي الإطار، يوضح مالك، أنه “حتى المجلس لا يستطيع إعطاء الإذن لا سيّما أنّ الفعل المنسوب إلى الحواط هو إبداء آراء وأفكار ضمن مدّة نيابته”، مجدّداً التأكيد أنه “يتمتع بحصانة شاملة ولا يمكن نزعها عنه بأي شكل من الأشكال”.

قد يكون من الطبيعي السؤال عن سبب إقدام القاضية غادة عون على عمل نتيجته خاسرة حتماً، لكن باعتقاد مالك أن “خطوة القاضية عون هي لتسجيل موقف فقط، وقد تكون رسالة إلى جميع الأفرقاء الذين يتعمّدون مهاجمتها عبر وسائل الإعلام أنّها لم تتوان عن الادعاء على نائب الأمّة فكيف بالأحرى هم؛ وبالتالي هو ضرب من ضروب التهويل الذي تعتمده القاضية من أجل إسكات الأصوات التي تنتقدها في سياق عملها”.

المصدر: النهار

You may also like

من نحن

بدأت منصّة نبأ اللبنانية نشاطها الإعلامي كأوّل منصّة في الشمال اللبناني في ٢/٢/٢٠٢٢، بعد أن حصلت على علم وخبر رقم ١٤ من المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع.
تضم نبأ نخبة من الإعلاميين العرب وشبكة مراسلات ومراسلين في مختلف المناطق اللبنانية، بالإضافة إلى شبكة برامج متنوعة.
يرأس مجلس إدارة منصّة نبأ اللبنانية
رجل الأعمال اللبناني بلال هرموش
تهدف نبأ إلى نقل الأنباء المحلية والعربية والدولية بدقة ومهنيّة، كما تسعى لنقل الصورة الحقيقة للواقع اللبناني، خصوصا المناطق المهمشة إعلاميا.

2022 @ All Right Reserved , Development and Designed By NIC Group.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept اقرأ المزيد

Privacy & Cookies Policy