رأى النائب غسان سكاف، انه على الرغم من انسداد الأفق أمام مجلس النواب لابد من استنباط تحرك جديد يكسر الحواجز بين المعارضة والممانعة، وصولا الى اجتراح تقاطع وطني شامل ينتج رئيسا للجمهورية، وذلك لاعتباره انه بنتيجة توازن القوى النيابية وعدم قدرة أي من الفريقين على انتخاب الرئيس الذي يطمح إليه بات من المستحيل خرق جدار هذا الاستعصاء الداخلي دون تدخل خارجي لاجتراح تسوية تنتشل الاستحقاق الرئاسي من المستنقع الذي غرق فيه.
كما لفت سكاف في تصريح لـ «الأنباء»، الى أن باريس كانت ومازالت تسعى لإعادة لبنان الى جدول أولوياتها، علما انه على الرغم من التحرك الفرنسي لكسر الحواجز بين اللبنانيين، يبقى كلا من الفريقين المعارضة والممانعة، بانتظار الموقف الخارجي لإخراج الاستحقاق الرئاسي من النفق قبل انتهاء ولاية رياض سلامة على رأس حاكمية مصرف لبنان، لاسيما ان الفراغ في موقع الحاكم سيؤدي حكما الى إطالة أمد الفراغ في رئاسة الجمهورية.
وعن استشرافه ما قد تنتهي اليه مهمة المبعوث الفرنسي الخاص جان ايف لودريان، أعرب سكاف عن اعتقاده ان اللقاء الخماسي للدول المعنية بالملف اللبناني قرر تفويض باريس في الملف اللبناني، لكن ما ثبت عمليا أنه لا باريس قادرة وحدها على إحداث خرق في جدار الشغور الرئاسي، ولا حتى طهران قادرة على استدراج الولايات المتحدة الى التفاوض حول الورقة اللبنانية بسبب انشغال واشنطن في الحرب الروسية – الأوكرانية، علما ان ما يحدث اليوم من مفاوضات حول الملف النووي الإيراني قد يؤدي حال نجاحه الى فك الطوق عن الانتخابات الرئاسية من قبل فريق الممانعة، وبالتالي بروز هوية الرئيس المقبل، لأن أي تنازل من قبل الولايات المتحدة لصالح طهران ستقابله حتما تنازلات إيرانية في الداخل اللبناني.
أما اذا كان انسداد الأفق سينتهي لا محال الى تفاهم المعارضة والممانعة على قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، لفت سكاف الى ان لدى الأخير ما يكفي من حظوظ ودعم خارجي لانتقاله من اليرزة الى قصر بعبدا. من هنا يعتبر سكاف أن أي تفاهم أميركي – إيراني قد يؤول الى دخول الاستحقاق الرئاسي في لبنان مرحلة المرشح الثالث، حيث سيكون قائد الجيش ابرز الوجوه فيها والأكثر تقدما على غيره من المرشحين التوافقيين لرئاسة الجمهورية.
ليختم سكاف مشيرا الى ان الاستحقاق الرئاسي سيبقى للأسف في دائرة المراوحة والتسويف والمراوغة الى ان يأتي التوقيت الخارجي لإخراجه منها وتحريره من قبضة الممانعة، علما ان المطلوب ليس تعيين رئيس بإرادة خارجة، إنما انتخاب رئيس صناعة لبنانية وبإرادة لبنانية، مع الأخذ بالاعتبار التفاهمات الخارجية على المستويين الإقليمي والدولي، ومن هنا التأكيد على ان ما يجب الركون اليه ليس حوار المناورة في الوقت الضائع تحت عنوان «تعالوا نتفاهم على مرشحي»، إنما مبادرة حوارية فعلية قوامها تبادل الاطمئنان بين الفريقين المعارض والممانع.