أشار وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد المرتضى, اليوم الجمعة، إلى أن: “شاء منظمو هذا المهرجان أن يجعلوا له عنوانًا يجمع بين الربيع والأسرة والوطن والسلامة، أو السلام، لإيمانهم بأن الربيع الحقيقي لا تحتضنه الأرض ولا النفوس، إلا إذا تحول الوطن إلى أسرة تنشد السلام الدائم لأبنائها. “
وأضاف خلال حفل أقامته ثانوية البرج الدولية: “أما السؤال الذي يرفع علامة استفهامه إشارة حمراء مؤذنة باقتراب الخطر فهو: كيف لنا أن نجعل وطننا المتعدد أسرة واحدة، “تلم بنيها عند كل مصاب” كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي؟ وأما الجواب فسهل وصعب في الآن نفسه. ذلك أن الأساس في الوجود الوطني والإنساني هو التنوع الذي يؤدي حكما، بفعل مبدأ الحرية، إلى اختلاف هنا وثمة في الاعتقاد والسلوك، وفي العادات والتقاليد، وفي فهم تراكمات الماضي، ومجريات الحاضر والآتي على السواء.
وتابع، “هذا هو الوجه المضيء من الجواب. أما التحدي الصعب فيمكن في القدرة على جعل التنوع لغة حوار ولقاء، تماما كحروف الأبجدية التي تتفاوت رسما ونطقا، وتفرغ من معانيها فرادى، لكنها إذا اجتمعت وشد الحرف منها أزر أخيه، صارت كلمة فجملة فنصًا فكتابًا، أو رسالة يوصف بها لبناننا كما تعلمون. فإنما من السهل جدا أن نكون أفرادا أو حتى مكونات وعائلات، لكن المهم هو أن نتحول إلى أسرة متكاتفة”.
واستكمل، “هذا يبدأ من فهم تحديات الواقع، في التاريخ والجغرافيا، وتحديد أسباب الخطر الحقيقية على كياننا، وتأليب عناصر القوة وفي صدارتها المقاومة لمواجهة التحديات، حتى تحقيق الانتصار. وهل من خطر داهم على وجودنا أكثر من هذا الكيان المتربص بنا الى الجنوب من حدودنا الذي يشكل بالفعل خطرا لا علينا فقط بل على العالم كله، بسبب العنصرية السوداء التي تسيطر على فكره وسياساته وأدائه العدواني الإجرامي؟ وهل بمقدورنا أن نحفظ وطننا إلا بوحدتنا والإلتفاف حول مقاومتنا لقهر هذا الكيان المغتصب؟ فلماذا لا نتحد حول مقاربات وطنية تؤمن لمجتمعنا السلام من العدوان الذي لن ينفك حتى يدمر صيغتنا المناقضة لهويته… فإما نحن وإما هو ….ونحن ولبنان وصيغتنا اللبنانية باقون… اما هو وعنصريته واجرامه وكيانه فالى زوال باذن الله”.
وأردف “أيها الأصدقاء، للصراع في الوجود قواعد تمليها طبيعة الحياة. فقد يعبر وطن ما في مرحلة من التنابذ بين بنيه، أو العدوان الخارجي عليه، أو الاحتلال الأجنبي لأراضيه، لكنه إذا كان بحق أسرة، فسرعان ما يسترجع اتحاده وحريته وقوته ليصير كالبرج في أوج السماء”.
وختم: “أو كما الأجيال في برج هذه الثانوية الزاهرة، التي تحتفي اليوم بمطلع الربيع ويوم المرأة، على مشارف الشهر الفصيل، لتقول لنا أخيرا: إن ربيع لبنان سيكون حتما في برج السلام، حين نصير أسرة منتصرة على مظاهر التفرقة، حافظة لتنوعها وحرية أفرادها، ولكن مجتمعة على مواجهة الأخطار باستثمار كل عناصر قوتها المادية والمعنوية، وصولا إلى النصر الأكيد والقريب بإذن الله”.