فيما تحتدم المعركة الانتخابية وتزداد حماوتها مع الايام الأخيرة، يبدو ان المعطيات التي تظهّرت في الايام والاسابيع الاخيرة بدّلت الكثير من المعطيات المرتبطة بالمعركة الانتخابية.
هذه التبدّلات غيّرت في مجرى توقعات النتائج، ولا سيما مع حركة المرشحين على الارض ومعطيات متعددة منها المنحى الذي اتخذه الصوت الاغترابي.
ومن بين الدوائر التي خلطت فيها الاوراق، دائرة الشوف – عاليه.
عمليا، منذ ان تكونت اللوائح والحديث يتمّ عن 5 حواصل في عاليه الشوف للائحة التيار- وهاب -ارسلان والمستقلين، و6 حواصل اكيدة للائحة الاشتراكي والقوات مقابل حاصل اكيد للائحة “توحدنا للتغيير”. في الشوف اتى خطاب رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط ليعبّر عن المأزق الحقيقي والخوف من فوز رئيس حزب التوحيد وئام وهاب بوجه مروان حمادة بالرغم من انكفاء جنبلاط الى التركيز على المقاعد الدرزية حصرا، خوفا من تعاظم قوّة وهّاب.
وفيما نحا البعض لاعتبار المقاعد محسومة في عاليه، لصالح فوز اكرم شهيب وطلال ارسلان عن المقاعد الدرزية و راجي السعد وسيزار ابي خليل عن المقاعد المارونية في عاليه، وفيما رأى البعض ان فوز المرشح عن المقعد الاورثوذكسي في عاليه نزيه متى مبرم، الوقائع على الارض بدأت تشير الى عكس ذلك.
فبعد الجهد الذي تظهّر للمرشح المستقل على المقعد الاورثوذكسي طارق وليد خيرالله والذي يقدّر انه تمكّن من حصد تأييد عدد كبير من الاصوات بفعل برنامجه وحركته اللافتة، حتى ان عددا من الاحصائيين يعتبرون انه قادر على حصد المقعد النيابي في حال قدرته على تخطّي مرشح القوات نزيه متى بالصوت التفضيلي، وهو امر لم يعد بعيد المنال خصوصا وان الحزب الاشتراكي منغمس بمعركته وغير قادر على توزيع اصوات كما فعل في ال2018 لصالح انيس نصار.
اما لائحة “توحدنا للتغيير” فقد تمكنت من فرض نفسها لاعبا قويا على الارض من خلال التنظيم الذي تظهر في انتخابات المغتربين، وبحال حصولها على حاصل او اكثر فستتحقق الخروقات على المقعد الماروني في الشوف او المقعد السني في الشوف.
اللعبة حامية اذا وقد يكون فيها توزيع الاصوات بذكاء، قادرا على تأمين خروقات لمقاعد تغييرية (على مقعد ماروني وآخر سني مثلا) من جهة، ولمقعد الروم الاورثوذكس في عاليه من جهة اخرى.