ثريا شاهين.
مع بدء العد العكسي لإنتخاب رئيس مجلس النواب ونائب له وهيئة مكتب المجلس، تتوقع مصادر سياسيّة سياديّة أن يصل الرئيس نبيه برّي مجدّداً الى رئاسة المجلس، حيث من المُتوقّع أن يؤمن أكثرية لإنتخابه مكوًنة من نواب الثنائي الشيعي وجنبلاط، واتفاق النائب جبران باسيل والعودة الى التسوية في هذا المجال مع برّي.
فيتأمن لذلك الأكثرية ضمن “باكيج” خاص بذلك، في حين أن “القوات اللّبنانية” لن تنتخب برّي ولن تدخل في مساومات حول ذلك. وبالتالي، يدخل باسيل في صفقة مع برّي، وبحسب المصادر، تتوفر نيابة رئاسة المجلس للتيار الوطني الحرّ الذي يطرح لهذا الموقع إسمين، هما النائبين الياس بو صعب وجورج عطاالله.
وتشير المصادر الى أن أمام لبنان أربعة إستحقاقات: الأول رئاسة المجلس النيابيّ، والثاني نيابة الرئاسة، ثم تشكيل حكومة جديدة بعدما باتت هذه الحكومة منذ يومين حكومة تصريف أعمال، ثم إنتخابات رئاسة الجمهورية.
وبات شبه مؤكد أن الإستحقاقان الأوّلان سيمرّا، لكن إستحقاق تشكيل الحكومة دونه عقبات في ضوء التباعد في وجهات النظر بين السيادييّن و”حزب الله”. وفي ضوء عدم اتضاح الموقف لدى النواب الذين يمثلون الثورة، وتفاوت وجهات النظر لديها إن كان حيال “حزب الله” وسلاحه، او النظرة الى طريقة العمل السياسي.
لكن المصادر تؤكد، ان النائب غسان حاصباني، لا يزال مطروحاً من جانب “القوات اللّبنانية” لنيابة رئاسة مجلس النواب، وثمة انتظار لوضوح الصورة أكثر.
على أن المصادر تتوقع أن تستمر حكومة تصريف الأعمال حتى نهاية العهد الحالي، وذلك بسبب غياب التوافقات حول التشكيلة الحكومية حتى الآن.
مع الإشارة الى ضرورة جمع المجموعات السياديّة والتغييريّة على برنامج سياسي واضح والبدء بعمليات اصلاحيّة، وضرورة التعالي فوق صغائر الأمور، من أجل ان تستنهض هذه القوى نفسها مجتمعة، وتقف في وجه كل من أوصل لبنان الى هذا الوضع سياسيًّا واقتصاديًّا، ثم من أجل التفاهم على الأولويات.
ولاحظت المصادر أن “حزب الله” يسعى عبر خطابه لإستقطاب نواب الثورة، كما لاحظت أنه يعمل على خط آخر، وهو الدعوة الى عدم تضييع الوقت أمام المعالجات الإقتصادية كأولوية، وإستبعاد البحث بالسلاح.
وتقول المصادر، أن الوضع الإقتصادي هو أولوية الأولويات، لكن هذا لا يعني أنه يجب تأجيل البحث بالسلاح ومصيره. فالموضوعان يمكن ان يُبحثا بالتوازي، لكن، من غير المعروف ما اذا كان”حزب الله” يريد إنتظار سنتين للبحث به، بحيث يترقب تطوّر الموقف بين الولايات المتحدة وإيران في المرحلة المقبلة للبناء على الشيء مقتضاه.
وجميع الأفرقاء يدركون أن مسألة السلاح هي مسألة إقليمية وليست لبنانية.