منذ عام 2015 احتجز هنيبعل القذافي، وهو نجل الرئيس الليبي المخلوع معمّر القذافي، في لبنان، بجرم كتم معلومات في قضية الإمام المغيّب موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين الذين اختفوا في ليبيا عام 1978.
هنيبعل تم اختطافه من قبل أفراد عائلة يعقوب اللبنانية تحت ظروف ما وُجّه إليه الاتهام بإخفاء معلومات حول اختفاء موسى الصدر، مؤسس حركة أمل الشيعية اللبنانية.
سبق أن صرّح القذافي الإبن ، المحتجز من قِبل قوى الأمن الداخلي اللبنانية، أن من اختطفوه أجبروه على عبور الحدود السورية اللبنانية بطريقة غير قانونية، واحتجزوه لعدة أيام. وبعد تعرضه للتعذيب، طلب منه دفع فدية مقابل إطلاق سراحه، ليتم تسليمه إلى السلطات اللبنانية بعد امتناعه.
يسعى هنيبعل لتبرئة والده في قضية الإمام موسى الصدر، اذ مرّر عبر محاميه ياسر حسن، رسائل تصف الحادثة ب «التواطؤ بين الخاطفين ومكونات الدولة» في لبنان، طالبًا محاكمته بحضور ممثلين عن المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان.
ومن المفارقة ان هنيبعل المتّهم بقضية تغييب الامام الصدر، هو من مواليد عام 1975، وبذلك فإن عمره لم يكن يتجاوز الثلاثة أعوام عند حادثة اختفاء الإمام موسى الصدر، وأشار هنيبعل بأن والده لم يقابل الصدر عندما جاء إلى طرابلس، فقد كان القذافي آنذاك في مدينته “سرت”، ما يعكس سعيه إلى تبرئة والده، المشتبه به رقم واحد في قضية اختفائه، مكملًا حجّته بزعمه أن موسى الصدر قد اختفى في مدينى روما التي توجه إليها بعد إقامته في ليبيا.
بعد مرور ما يقارب ال ٨ أعوام على احتجازه، أعلن هنيبعل القذافي صباح اليوم بدء إضراب مفتوح عن الطعام في سجنه، معتبرًا أن أسباب اعتقاله حتى الآن هي سياسية لا قضائي.
بالمقابل، صدر عن مكتب الوكيل القانوني لهانيبعل القذافي، بيان جاء فيه: “أمام الظلم والإجحاف المتماديين بحقي آن الأوان للإفراج عنّي بعد مرور أكثر من عشر سنوات سجنية على إعتقالي والإدعاء ضدّي بتهمة لم أقترفها”.
وسأل، “كيف يعقل في بلد القانون والحريات أن يتم صرف النظر عن التعدي الصارخ على شرعة حقوق الإنسان وهو الذي شارك بصياغتها؟ كيف يعقل أن يُترَك معتقلاً سياسياً من دون محاكمة عادلة طوال هذه السنوات؟”.
وكشف، “بعد تمادي البطش بحقي دون أي حسيب وصمّ آذان المؤتمنين الحفاظ على حقوق الإنسان ورمي شرعتها مهَبَ الريح، أعلنت إضرابي عن الطعام وأُحمّل كل النتائج وكامل المسؤوليات للضالعين بتمادي الظلم بحقي”.
وختم، “آن الأوان لتحرير القانون من يد السياسيين، “قد مات قومٌ وما ماتت فضائلهُم وعاشَ قومٌ وهم في الناسِ أموات”.