اجتماعات عدّة عُقدت بين رئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس وحدة الإرتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، تأتي هذه الاجتماعات بعد خلاف بين التيار الوطني الحر وحزب الله نتيجة الخيارات الرئاسيّة التي طرحها الطرفان مع بداية انطلاق لعبة الأسماء قبيل المرحلة الأولى من محاولة إنتخاب رئيس جديد للبلاد.
أثار تبني الحزب ترشيح رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة لمنصب رئاسة الجمهوريّة غضبًا في أوساط التيّار الذي كان يطمح رئيسه أن يكون هو المرشّح لهذا المنصب. تقاذف كلامي وهجوم كلّ منهم على الآخر في مقابلات ومؤتمرات صحافيّة أجّج الخلاف بينهما لذا كان التوقّف عن تلك الأفعال أوّل بنود الإتفاقيّة.
الوطني الحر يتخلّى عن أزعور لأن التياّر يعتبر أنّ مصلحته فوق كلّ اعتبار لم يستطع إلّا والدخول بحوار مع حزب الله بشأن الملف الرئاسي، وبعد تبنيه ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور بالتحالف مع حزب القوّات اللبنانيّة إلى جانب المعارضة وبعض المستقلّين هل وجد نفسه عاجزًا عن إيصال مرشّحه دون موافقة محورالممانعة فقرّر التخلّي عن ترشيح أزعور؟ أم أنّ ترشيحه لأزعور كان من البداية من ضمن لعبة الأسماء لإيصال رسالة مفادها أنّه دون التيّار لا يصل رئيس؟
مواقف التيار المتبدلّة ليست وليدة اليوم وإنّما لها تاريخها فأين تكمن مصلحته يكون موجودًا، فيتصالح مع القوات يومًا، ويومًا يتنازع.وهو الآن يعود لحزب الله ، الحليف الأوّل والأكبر لحركة أمل داخل مجلس النوّاب وخارجه، علمًا أنّ حركة أمل والتيار لهما تاريخ حافل من الخلافات ولعلّ أبرزها وصف باسيل رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ب “البلطجي” والخلاف الذي نشب بين الفريقَين بعد تسريب كلام باسيل.
إسم جوزيف عون على طاولة الحوار”الممانعي” لمحاولة إيصال قائد الجيش إلى سدّة الرئاسة، طرح أسماء وتبنّي أخرى تكون في الظاهر جدّيّة ولكن في الحقيقة ما هي إلّا حرق للأسماء ومضيِعة للوقت في وقت تنهار فيه القطاعات في البلد قطاعٌ خلف القطاع، ولعلّ ما يُبرز انهيار القطاعات وغياب قرارات الدولة والتوجيهات الأمنيّة للحدّ من مظاهر السلاح المتفلّت وبسط السيادة على الأراضي اللبنانية ما حدث في الكحالة وسقوط قتيلين، حيث ظهر غياب هيبة الدولة وأجهزتها.
شاحنة محمّلة بالأسلحة تابعة لحزب الله “قائد” محور الممانعة صارت في عهدة الجيش اللبناني والمسؤول عن هذه المؤسّسة العسكريّة هو المرشّح الأكثر اقترابًا من الكرسي الرئاسي بمساعي من المحور نفسه.فهل تكون حادثة “كوع الكحّالة” الأمنية محطة يشكّل نجاح قائد الجيش في إدارة تداعياتها وعبورها طريقًا للوصول إلى سدّة الرئاسة؟