كتب اندريه قصاص في “لبنان24”
لا تزال إمكانية تخليص لبنان من إرتطامه الوشيك متاحة، ولكن شرط أن “يشمّر” الجميع، ومن دون إستثناء، عن سواعدهم. فورشة الإنقاذ تحتاج إلى تكاتف وتشابك كل الأيدي، لأن يدًا واحدة لأعجز من أن تصفّق وحدها. هل يمكن لعاقل أن يصدّق أن من “يتهرّب” من تحمّل مسؤوليته الوطنية في هذا الظرف المصيري الخطير يتلطّى وراء حجّة لا يمكن أن تقلي عجّة. إلاّ إذا كان ثمة اسباب أخرى غير تلك التي يُحكى عنها، خصوصًا أنه من غير المنطقي رهن مصير بلد بإمه وأبيه بشرط يمكن أن يُحلّ بكل بساطة عبر المؤسسات الدستورية، ووفق الأنظمة المرعية الإجراء، ومن دون وضع شروط مسبقة وإستعمال لغة التهديد والوعيد.
فأمام مصير الوطن تهون التضحيات، ويصبح التراجع عن بعض المطالب البسيطة من بديهيات الأمور المطلوبة. أمّا إذا إستمرّ كل فريق أو كل طرف في ممارسة سياسة النكد على طريقة “عنزة ولو طارت”، فإن الوضع آيل إلى المزيد من التدهور الحتمّي، وأن الإرتطام المنتظر قد يصبح وشيكًا، وهو بات على قاب قوسين أو أدنى.
لا نريد أن نذهب بعيدًا في تظهير ما يساور المواطنين من شكوك حيال تصرّفات البعض غير المفهومة، لأننا نؤمّن بأن بعض الظنّ إثم، وأنه غير مسموح لأحد أن يحكم أو يحاكم الآخرين على أساس النيات، ولكن حيال ما يعتمده البعض من سياسات كيدية، خصوصًا لجهة عدم التجاوب مع ما يُطرح عليهم من حلول أو مخارج حلول، يدفع بكثير من الناس إلى التساؤل عمّا يخفيه هذا البعض، وعمّا يريده حقيقة.