كتب محمد إسماعيل:
تخيلوا معي أنا هذا الوطن هو الطفل ريان الذي ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بحكايته إلى أن أختار حياة الآخرة على الدنيا، فهل حقاً جندت هذه الطبقة الحاكمة والمتحكمة كل طاقاتها وما تملك من أجل إخراج الوطن من نفق المجهول بغية عدم الوصول لقعر جهنم؟ أم أنهم ما زالوا يمعنون في زيادة حفر الأنفاق حتى نبلغ قعر الجحيم؟
إن كل ما نراه ونلاحظه في تصرفاتهم، ماهو إلا دليل دامغ عن تخليهم المطلق لإنقاذ الوطن والوصول به لبر الأمان فمن موازنة تتخبط في زيادة رفع الرسوم الجمركية، إلى دولار يحرق فتات ماتبقى من معاشات ٍ ربما لاتكفي مصروف وقود سيارة لآخر الشهر، إلى فاتورة مولد الكهرباء التي تغلي على درجة حرارة ينصهر منها الحديد. ناهيك عن تأمين لقمة العيش ممزوجة بالهم والألم، وإياك أن تطرق باب صندوق مستشفى! فهناك تحتاج لمكتب محاسبة حتى يفند لك مصاريف وتكاليف العلاج التي ربما أصبحنا نقول فيها: “بدل أن تخرجونا من النفق دعونا نرقد بسلام داخله فما نفع إخراجنا من النفق إن كان الموت من ينتظرنا بعد الحفر والتدقيق والتزليف”.
وأنتم لا هم لكم سوى استنزاف الوقت عسى أن تطول فترة بقائكم فوق فتحة النفق لمنع تدفق الأوكسجين نحو رئة حياة شعب ٍ كم تشبه قصته حكاية ريان، فالوطن ما عاد يحتاج حفاري أنفاق بقدر ما هو بحاجة لساسة يخلعون عنهم ثوب النفاق .