توقعت مصادر ديبلوماسية لموقع “نبأ” أن يعاود الوسيط الأميركي لترسيم الحدود البحرية بين لبنان و إسرائيل أموس هوكشتاين جولاته المكوكية بين لبنان و إسرائيل فور تبلغه الجواب اللبناني على طرحه خلال زيارته لبيروت منتصف الأسبوع، و الذي يقضي أن يكون خط ترسيم الحدود هو الخط 23 و الذي يحصل لبنان بموجبه على 865 كلمتراً.و لا تستبعد المصادر، أن يتبلغ هوكشتاين الجواب عبر القنوات الديبلوماسية، و سيكون الجواب اللبناني موافقة على هذا الطرح، بحيث اقتنع المسؤولون بوجهة نظره. لا سيما و أنه ضغط في هذا الإتجاه و أكد أمامهم أن لبنان أمامه فرصة تاريخية لا تعوض و هي فرصة أخيرة، يجب أن يوضح موقفه من أجل أن يستفيد من ثروته النفطية تحت البحر لإنقاذ مالية الدولة و الإقتصاد، و هو في أمس الحاجة الى ذلك، و من غير المفيد تأخير هذه الإستفادة.و تعكف الدوائر اللبنانية المختصة على دراسة الصيغة المفترضة و التي يجب على لبنان التمسك بها لدى حصول الترسيم بالنسبة الى حقل قانا الذي يتداخل بين منطقتين، و بالنسبة الى وجود تعرجات محتملة في خط الترسيم تحت البحر لحماية هذا الحقل كاملاً ليبقى من حصة لبنان.و أكدت المصادر، أن أي توقيع للبنان مع إسرائيل حول الترسيم لن يحصل، ذلك أن ما سيحصل ان يتم التوافق على الحدود البحرية عبر الوسيط الأميركي و إبلاغ الأمم المتحدة بمصادقة الوسيط الأميركي لتصبح نافذة و تأخذ بها الشركات التي تريد التنقيب عن النفط و الغاز.و تشير المصادر، الى أن التعجيل الأميركي في الدفع باتجاه ترسيم الحدود يأتي في توقيته على وقع التفاوض الدولي-الإيراني في ڤيينا و بالتزامن مع أجواء تفاؤلية حول قرب التوقيع على الإتفاق النووي. الأمر الذي بعيد خلط الأوراق في المنطقة. بحيث تأمل الدول أن تسلك إيران في ضوء التوقيع سلوكاً أكثر انفتاحاً في ملفات المنطقة و من بينها بعض القضايا المتعلقة بلبنان. و بالتالي لا يمكن إغفال موقف الأمين العام ل”حزب الله” حسن نصرالله الذي اشترط في مسألة الترسيم أن لا يذهب لبنان بعيداً الى التطبيع. و هذا يعني أن لإيران دوراً أساسياً في الموضوع، و هو دور لا يمكن فصله عن مفاوضات ڤيينا.لكن السؤال يبقى هل من تخوف أن لا تنسحب أجواء التفاوض على الترسيم الحالية و التي تبدي مرونة لبنانية، على مرحلة الاتفاق على الترسيم ، و ان يتأثر موقف لبنان الرسمي بأي موقف إقليمي مستجد يمنع ذلك، أو يعرقل في آخر لحظة الإطار القانوني لاستخراج الثروة النفطية تحت ستار تغيير ظروف ما أو معضلة إقليمية ناشئة.
ثريا شاهين