إلى عون وصهره.. التاريخ لن يرحمكما!

by nabaa s

بقلم لبنى عويضة

عقيمةٌ كانت الجلسة العاشرة لانتخاب رئيس الجمهورية وذلك بعدما طرح رئيس البرلمان نبيه بري تحويلها إلى جلسة حوار بين الكتل النيابية. إلا أن الأطراف المتصارعة رفضت الحوار أو قولبته بصيغة تتلاءم مع مصالحها الضيّقة، مما أدى إلى فشل دعوة برّي للحوار.
وأمام المنافس الخصم للتيار الوطني الحر والمناكفات، سقطت الجلسة العاشرة، التي على ما يبدو لن تكون الأخيرة.

وهنا يمكن طرح العديد من الأسئلة حول خفايا أهداف رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل من المعركة الرئاسية، فحتى حلفاء الأمس باتوا اليوم أعداء، ولم يبقَ “في الميدان إلا حديدان” يسانده الرئيس القوي ميشال عون ويدعمه ويرفع من معنوياته، لكن كيف تأثّر باسيل بمسيرة عمّه الباسلة والتي دائماً ما تتكلّل بنهايتها بــ”خيانة” محتّمة؟ وهنا فلندع التاريخ يتحدث…

banner

برزت مواقف الرئيس السابق ميشال عون سنة 1988 وذلك بعد أن كان قائداً للجيش وعَيّن نفسه رئيساً للحكومة الإنتقالية، مما خلق صراعاً بين حكومته من جهة وحكومة الرئيس سليم الحص المدنية آنذاك من جهة أخرى. أما سنة 1989 قاد عون حرب التحرير والتي توعّد أثنائها بــ”تكسير رأس حافظ الأسد” لتحرير لبنان من الاحتلال السوري، إلا أنه ما لبث أن خسر الحرب التي تكبدت بخسائر بشرية ومادية فادحة.
والحادثة التي لا تُنسى كانت عام 1990 بعد فشل حرب الإلغاء على القوات اللبنانية ولجوئه حينها إلى السفارة الفرنسية بعد أن خان وعده لرفاق دربه وتركهم لمصيرهم.

في عام 2005 وبعدما كان رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري عرّاباً لعودة عون إلى لبنان من المنفى، كشّر عون عن أنيابه بعيد عودته وبدأ بنكش ملفات فساد تيار المستقبل وآل الحريري. ومن هنا سطع نجم الصهر المدلل جبران باسيل الذي سار مع عمّه في مرحلة “الإصلاح والتغيير”، والتي كانت اسماً على مسمى، فلا يمكن لأحدٍ أن ينكر إصلاحات الكهرباء، ناهيك عن الاصلاح في قطاع السدود ومناقصات استيراد النفط وانتشار الكارتيلات وغيرها… أما التغيير فقد طال طاقم الموظفين الذين استُبدلوا بمسيحيين مؤيديين للتيار البرتقالي.

كل ما كُتب هو غيض من فيض، وصفحات طويلة لا تكفي للحديث عن “جهنم” الثنائي عون وباسيل وإنجازاتهما الوهمية.
كيف لا وهما معاً كانا سبباً في الفراغ الرئاسي لمدّة سنتين بين العام 2014 و 2016 بالاتفاق مع الحليف الأبرز “حزب الله” من أجل تحقيق حلم الرئاسة، حتى انتُخبَ ميشال عون رئيساً للجمهورية عام 2016 بدعم كلٍ من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، فكان عهد عون هو عهد جهنّم.
أما عن الصهر المصون فهو اليوم يحذو حذو عمّه في مسار جهنّم ، فيعمد الى التعطيل كسلاحٍ في وجه كل من يخالفه وإن لم ينجح فيذهب للخطاب الطائفي المقيت ، فإما أن يكون رئيساً وهذا “حلم إبليس” لاسيّما أن العقوبات مازالت تحاصره حتى بعد اتفاقية الترسيم مع كيان الإحتلال ، أو ليضمن مكاسبه الوزارية ويضمن منصب حاكم مصرف لبنان له ولتياره.
ولا يُخفى على احد ان عين باسيل على وزارة الداخلية ومنصب قائد الجيش، وبهذا يكون قد أمسك بزمام أمور لبنان.
ولعل تخبّط باسيل في الآونة الأخيرة وظهور صراعه مع حزب الله إلى العلن أكبر دليل على انتهاء المرحلة الباسيلية لاسيّما بعد إنتهاء العهد حيث أدرك تغيّر طريقة معاملته من قبل حزب الله الحليف الثابت.
زار باسيل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للاستنجاد بغبطة البطريرك ونفوذه، لكن يبدو أن بكركي أيضاً ترفض تصرفات باسيل.

إذاً ، مسيرة التوأم عون-باسيل تكللت بجهنّم ، ونحن اليوم نشهد على تكرار التاريخ لنفسه ، ف جبران باسيل مستعدٌ لحرق الأخضر واليابس من أجل الحفاظ على مكتسباته ولو كان ذلك على حساب اللبنانيين وحياتهم اليومية.
وهنا يتضح للبنانيين أن لا حلول في الأمد القريب، فالتيار ورئيسه غير مستعد لتقديم أي تنازل رئاسي في سبيل مصلحة لبنان. فهل سنشهد رئيساً جديداً للجمهورية في مطلع العام الجديد 2023 أم أن دوّامة الفراغ ستكون هي الأقوى؟

You may also like

من نحن

بدأت منصّة نبأ اللبنانية نشاطها الإعلامي كأوّل منصّة في الشمال اللبناني في ٢/٢/٢٠٢٢، بعد أن حصلت على علم وخبر رقم ١٤ من المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع.
تضم نبأ نخبة من الإعلاميين العرب وشبكة مراسلات ومراسلين في مختلف المناطق اللبنانية، بالإضافة إلى شبكة برامج متنوعة.
يرأس مجلس إدارة منصّة نبأ اللبنانية
رجل الأعمال اللبناني بلال هرموش
تهدف نبأ إلى نقل الأنباء المحلية والعربية والدولية بدقة ومهنيّة، كما تسعى لنقل الصورة الحقيقة للواقع اللبناني، خصوصا المناطق المهمشة إعلاميا.

2022 @ All Right Reserved , Development and Designed By NIC Group.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept اقرأ المزيد

Privacy & Cookies Policy